بدأت الجولة الثانية من محادثات السلام السورية بداية متعثرة مع التقاء الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي بطرفي الصراع كل على حدة بعدما اصابت انتهاكات لوقف محلي لاطلاق النار وهجوم شنه مقاتلون اسلاميون جهوده بانتكاسة.وكان الابراهيمي طلب من الوفدين قبل المحادثات ان يلتزما اولا بمناقشة انهاء القتال وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية.وقال وفد الحكومة انه يجب الاتفاق اولا على محاربة "الارهاب" - وهو التعبير الذي نصف به الانتفاضة - في علامة أخرى لا تنذر بخير لجهود الابراهيمي الذي ألغى مؤتمرا صحفيا كان يعتزم عقده. وخلال الجولة الأولى من المحادثات حاول الابراهيمي التغلب على عدم الثقة المتبادل بالتركيز على الاتفاق على هدنة لمدينة واحدة وهي حمص. وبدأ وقف اطلاق النار لمدة ثلاثة ايام يوم الجمعة ويوم السبت تعرض موظفو الاغاثة لاطلاق النار وهم يجلون المدنيين من المدينة. ووصل بذلك العدد الإجمالي لمن غادروا المدينة بعد ان ظلوا ما يزيد على العام تحت حصار القوات الحكومية الى نحو 1100 شخص وقالت الاممالمتحدة ان وقف اطلاق النار سيمدد حتى اخر يوم الاربعاء. وشدد برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة على حجم مشكلة المحاصرين في سوريا وقال "المدينة القديمة في حمص مجرد واحد من بين 40 تجمعا سكنيا محاصرا في سوريا. ففي الاجمال حرم ربع مليون شخص من المساعدة الانسانية لاشهر." ومنيت محاولات صياغة مشروع قرار لمجلس الامن الدولي يزيد امكانية توصيل المساعدات الانسانية في سوريا بانتكاسة في نيويورك عندما امتنعت روسيا والصين عن حضور المفاوضات في رفض لجهود الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا. وجاء في رسالة من الابراهيمي سلمها للوفدين في مطلع الاسبوع ان الجولة الجديدة تهدف إلى التصدي لقضايا وقف العنف وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية ووضع خطط لاستمرارية مؤسسات الدولة والمصالحة الوطنية. وتضمنت الرسالة النداء "هل يتمكن الطرفان القادمان إلى جنيف ابتداء من يوم 10 فبراير شباط المقبل من المساهمة ولو بالشيء القليل في تخفيف مظاهر العنف بوقف استعمال بعض أنواع الاسلحة والتوصل إلى وقف القتال في بعض الاماكن ولو لمدة قليلة وفتح الطرق أمام قوافل الاغاثة إلى كل محتاج خاصة في الاماكن المحاصرة؟" وتقول المعارضة ان هيئة الحكم الانتقالية يجب ان يستبعد منها بشار الاسد ، وأدى الانقسام في المجتمع الدولي حول الصراع الى ترسيخ هذين الموقفين. وفي محاولة واضحة للتغلب على ذلك قالت الاممالمتحدة ان الابراهيمي سيجتمع مع مسؤولين من الولاياتالمتحدةوروسيا يوم الجمعة. وقال وفد المعارضة انه سلم الابراهيمي رأيه في الشكل الذي يجب ان تكون عليه هيئة الحكم الانتقالية وقدم إفادات شهود عيان قال انها تكشف عن أن الجيش السوري اطلق النار على قافلة الاغاثة في حمص. وتقول الحكومة إن مقاتلي المعارضة هم الذين أطلقوا النار. وذكرت المعارضة ايضا ان هناك تصعيدا في استخدام الحكومة "للبراميل المتفجرة" التي تسقطها من طائرات الهليكوبتر. واضافت ان اكثر من 1800 سوري قتلوا في القصف بهذه البراميل الاسبوع الماضي ونصفهم في الاجزاء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب. وقال المتحدث باسم المعارضة لؤي الصافي للصحفيين بعد لقاء الوفد بالابراهيمي انه ليس من المقبول ان يرسل النظام وفده الى محادثات السلام بينما يقتل شعبه في سوريا مشددا على ضرورة توقف ذلك. وقال عضو كبير في المعارضة يوم الاثنين ان ممثلين لجماعات مقاتلة في الداخل انضموا الى الوفد للمرة الاولى لكن تحالف الجبهة الاسلامية وهو اكبر فصائل المعارضة المسلحة في سوريا ليس ممثلا.