قال عضو وفد المعارضة السورية لؤي الصافي في مفاوضات جنيف 2 امس، عقب انتهاء جلسة الوفد الأولى ضمن الجولة الثانية من مفاوضات جنيف، مع المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي إنه "تمت مناقشة رؤيتنا الخاصة بهيئة الحكم الانتقالي، وطالبنا بوقف عنف وانتهاكات النظام بالمناطق السكنية". وأوضح الصافي ، في مؤتمر صحافي في جنيف أنه "على النظام السوري، أن يوقف الانتهاكات والعنف في المناطق السكنية، وإتباع أسلوب التجويع ورفع الحصار"، معتبرا أن قصف قوات النظام للمناطق السكنية عبر البراميل المتفجرة "جريمة ضد الإنسانية". وأضاف المتحدث أن "النظام يقول انه يشارك في جنيف من أجل حل سلمي وفي الوقت ذاته يصعد من وتيرة العنف"، مشيرا إلى أن "ممارسات النظام هي جريمة حرب، ولا يمكن أن تستمر المفاوضات والنظام يزيد عنفه". وقال الصافي بعد جولة لوفد المعارضة مع الابراهيمي إن الوفد "يطالب كل الدول باتخاذ موقف حاسم لوقف عنف النظام وخاصة روسيا التي تقوم بدعمه عسكريا وتأمين الغطاء الدولي له"، مضيفا "طلبنا من روسيا أن لا تعترض على قرار أممي لحل الأزمة الإنسانية". وأشار إلى أن وفد المعارضة قدم إلى الإبراهيمي مجموعة من والوثائق والتقارير التي أصدرتها منظمات حقوقية دولية بالإضافة إلى تقارير من الداخل السوري تشير إلى انتهاكات قوات النظام بحق المدنيين، محملا النظام مسؤولية خرق الهدنة في حمص واستهداف قافلة مساعدات إنسانية إليها. كما أوضح الصافي أن "في الجولة الثانية سنناقش العملية الانتقالية وهو جوهر بيان جنيف"، لافتا إلى أن الوفد "قدم للإبراهيمي رؤيته الخاصة بالهيئة الانتقالية". وأردف "سنلتقي مع الإبراهيمي فقط خلال اليومين القادمين على الأقل بشكل منفرد، وبعدها قد يصبح هناك لقاءات مباشرة". وكان الإبراهيمي التقى امس مع ممثلي حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وذكر التلفزيون السوري أن وفد النظام طالب الأممالمتحدة عبر المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي بموقف واضح في اجتماع جنيف من "مجزرة" معان بريف حماة. وقالت مصادر حقوقية إن " نحو 25 شخصا من الطائفة العلوية قتلوا على يد جماعات اسلامية في قرية معانٍ بريف حماة " وسط سورية. ودعا الوفد إلى "إلزام الدول الداعمة للإرهاب بالتوقف عن هذه السياسية تنفيذا لقرارات مجلس الأمن"، مشيرا إلى أن "أي حديث سياسي يجب أن تتم تهيئة المناخ الملائم له عبر مكافحة الإرهاب". وبدأت امس مفاوضات الجولة الثانية من محادثات جنيف المعني بإيجاد حل للأزمة السورية بين وفدي النظام والمعارضة السورية وسط خلاف واضح بنقاط التفاوض، حيث تصر المعارضة على مناقشة تشكيل هيئة حكم انتقالي، بينما يرفض النظام ذلك ويدعو إلى مناقشة "مكافحة الإرهاب" أولا. وذكرت مصادر مطلعة أن الإبراهيمي يضع قضية الإرهاب على جدول ألاعمال ، كما يعتزم التحدث عن وقف محتمل لإطلاق النار. يذكر أن الجولة الأولى من المفاوضات للتوصل إلى حل سلمي في النزاع السوري انتهت في 31 كانون ثان/يناير الماضي. وبحسب بيانات نشطاء ، أودى النزاع السوري بحياة أكثر من 130 ألف شخص منذ آذار/مارس عام 2011 وشرد ملايين آخرين. يذكر أن منظمات إغاثية أنقذت أمس الأحد مئات المواطنين في مدينة حمص السورية المحاصرة ، بحسب تأكيدات وسائل إعلام سورية حكومية ونشطاء في المنطقة. كما وصلت قافلة محملة بالمواد الغذائية للمناطق الأكثر تضررا في حمص ، إلا أنها تعرضت للقصف بمدافع هاون ، بحسب تقارير إعلامية. وأدانت منسقة شؤون الإغاثة في الأممالمتحدة ، فاليري أموس ، قصف أول قافلة إغاثة تدخل حمص ، وقالت السبت خلال جلسة للأمم المتحدة في نيويورك: "أشعر بخيبة أمل كبيرة جراء خرق وقف إطلاق النار ومهاجمة موظفي الإغاثة عن عمد". وذكرت منظمة الهلال الأحمر على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أنه تم إدخال 250 طردا غذائيا و190 طردا من مواد النظافة والأدوية إلى حمص السبت لماضي ، كما تم إخراج 80 مدنيا من النساء والأطفال وكبار السن من منطقة النزاع في حمص الجمعة الماضية ، وهو اليوم الأول في المهمة الإغاثية. وأنطلقت الجمعة الماضية أول مهمة إغاثة إنسانية لإجلاء نحو 2500 مواطن من مدينة حمص المحاصرة. ويتبادل طرفا النزاع في سورية الاتهامات بينهما بخرق وقف إطلاق النار.