ماذا نريد من التعليم؟ وماذا ينتظر من المجتمع؟ هذا السؤال يفرض نفسه في اتجاهين متقابلين ، لأننا اعتدنا على نقد التعليم، وهذا مطلوب.. واعتدنا على طرح مشكلاته وهذا أيضا مطلوب ، ولكن لم يتدبر معظم المجتمع ومؤسساته حتى الآن المطلوب منه خاصة الأسرة، لإكمال جهود المدرسة. والواقع يحكي الكثير عن اهمال الأسرة تجاه التفاعل مع المدرسة وضعف المتابعة لأبنائها وبناتها وغياب المعايشة لمستوياتهم بدقة؟ فكم من أولياء الأمور على اطلاع بمشكلات الأبناء التعليمية؟ وكم منهم يتواصل مع الإدارة المدرسية والمعلمين وكم من الأمهات يقمن بذلك مع مدارس بناتهن؟. أسئلة عديدة لا إجابات لها على ارض الواقع سوى استثناءات لنماذج من أولياء الأمور ومدارس تحرص على هذا التواصل، ومع ذلك تظل المسؤولية الأولى والأهم على وزارة التربية والتعليم في الارتقاء بالعملية التعليمية وتطوير عناصرها الرئيسية مثل: المناهج والمعلم والمباني المدرسية، وما يرتبط بذلك من تفاصل متشابكة عن مستوى البيئة التعليمية وطبيعة المناهج المحفزة للعقل وليس النقل والتفكير وليس التلقين، وأسلوب التدريس وكفاءة المعلم. منذ أن تسلم سمو الأمير خالد الفيصل مسؤوليته وزيرا للتربية والتعليم، وجدناه يبادر بتوجيهات حازمة عاجلة للحاضر من أجل الانضباط أولا للعملية التعليمية ، سواء الأداء بالنسبة للمعلمين والمعلمات والإدارات المدرسية أو الانضباط في الحضور والمواظبة للطلبة والطالبات وإنهاء ظاهرة الغياب قبل كل إجازة و بعدها. باختصار حرص سمو الوزير على أن يكون اليوم المدرسي جادا في كل شيء ، وهذه خطوة تصحح الذهنية المتراخية والمستهترة في قيمة الوقت والجودة في التعليم، وبالتزامن مع ذلك نطمئن بأن سموه سيمنح هذه الوزارة المهمة الكثير من رؤيته لإنجاح مهماتها الشاقة، ويوقدها بخبراته الإدارية وفكره المبدع الذي عرفناه في كل موقع ومنصب رفيع تقلده، وتركيزه على قدرة المواطن على بذل الكثير من أجل الارتقاء بذاته وبدوره. لقد أكد الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم على أهمية التقويم بوصفه ممارسة إدارية محفزة للطاقات ومنظمة للعمل، وكما قال سموه إن أية خطة بلا تنفيذ ولا متابعة ولا تقويم تصبح لا معنى لها، ولذلك ليس بمستغرب عندما نجد فاتحة رؤيته للوزارة في السعي نحو تحقيق ثلاثة أمور هي (الإرادة والعزيمة والإدارة الصحيحة) وهذه هي مبادئه وسمات شخصيته القيادية في الإدارة، وكما أبدع سموه في رؤيته لعلاقة الإنسان بالمكان، فإنه دائما يؤصل علاقة الإنسان بالعمل، فما بالنا عندما يكون العمل هو رسالة عظيمة متمثلة في التربية والتعليم ودور أبناء هذه الوزارة على امتداد هرمها الوظيفي من قمته إلى قاعدته التي تتجسد في الحصة المدرسية المعنية بالبناء المباشر للأجيال . لذلك ندعو الله لهم بالعون والتوفيق في مهمتهم الأسمى. إننا نحتاج بالفعل إلى هذه الروح الإبداعية وعبقرية الأداء في التربية والتعليم لتؤتي أكلها في غرس قيم العلم والعمل في كافة الأجهزة ، وأن يقابله وعي مجتمعي وطلابي في التفاعل مع رسالة المدرسة ، لنقطف ثمار طموحات تطوير التعليم وتصويب مقدماته لتصح نتائجه المرجوة العاجلة منها وطويلة الأجل بإذن الله. [email protected]