انتشر في الآونة الأخيرة خبر قديم لسروال داخلي (دخل التاريخ من أوسع أبوابه وخرج للعالمية) وهو يعود (للملكة فيكتوريا) التي حكمت بريطانيا لفترة طويلة , والذي عرض في مزاد علني مُقام في مدينة ماكورث البريطانية. وبحسب ماذكرت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية آنذاك أن الكشف عن هذا السروال وبيعه في المزاد العلني هو لتأكيد الأقاويل التي ترددت على الملكة فيكتوريا بأنها كانت سمينة , فمحيط السروال كان يبلغ 152 سنتيمتراً وقد ازداد مع مرور السنوات. وفي الحقيقة أنا لا أفهم معنى ولا أجد مبررا لإقتناء (سروال داخلي) لشخص أياً كانت هويته ! فالأمور الداخلية داخلية ولا يعلم بها سوى الله , وكل شخص أبخص بسياسته و(خلاقينه). غير أن تهافت الغربيين في هذا المزاد الغريب على السلعة المعروضة يُثير التساؤلات والإستغراب إلى حدٍ كبير. لكن على ما يبدو أن مشكلة الغرب مع السراويل ليست جديدة حتى في سوق السياسة حين تستهدف النساء , حيث تعرضت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة (مارجيت تاتشر) إلى نقدٍ لاذع من خلال تصويرها بالملابس الداخلية برسوم الكاركتير وهي على جزر فوكلاند ساعة غزو القوات الارجنتينية للجزر. وقد نشرت الصحف البريطانية تلك الرسوم تحت عناوين متعددة في الصحافة البريطانية. وفي المانيا علقت المعارضة صور رئيسة الوزراء (ميركل) بملابس داخلية في شوارع العاصمة وذلك في محاولة لإسقاطها من الفوز في الانتخابات في مرحلتها الثانية. فماهي قصة الغرب مع سراويل المشهورات دون الرجال ؟ وهل ذلك بعيد يا تُرى عن الهوس الجنسي الذي يحاولون إلصاقه بغيرهم من العرب ! ولماذا لا يتم التعامل مع الملابس الخارجية في زمن يقولون فيه إنهم الخط الأول في حفظ حقوق المرأة وهم لم يحفظوا من قيمها وخصوصياتها حتى سروالها ! الحمد لله لا يوجد لدينا مزادات من هذا النوع الحساس وأنها مقتصره على الإبل والسيارات وما شابه , غير أن السؤال الذي يُحيرني و(يُقرقع) في قلبي وعقلي وأريد جوابه من الشعب البريطاني: من المجنون الذي اشترى (سروالها) ؟ و ماذا فعل به ! يا خوفي يكون علقه على مدخل البيت. rzamka@ [email protected]