دورات المياه الخاصة بالمساجد بحاجة إلى عناية ورعاية من قبل الإمام والمؤذن والمصلين، فمن جانب الإمام والمؤذن، تأتي الصيانة وتكليف أحد العاملين في المسجد بالمكوث داخلها للاهتمام بنظافة الحمامات في الداخل وأماكن الوضوء في الخارج. ومن جهة المصلين فهي بحاجة إلى ترشيد في استهلاك المياه وعدم التبذير عند غسل الأعضاء، وكذلك وهو الأهم النظافة وترك المكان أو الحمام كما كان، وإعادة المقبض أو لي الغسيل إلى مكانه وسحب السيفون. لفتت انتباهي دورات مياه أحد المساجد في حي الرحاب بمحافظة جدة، وعبارة وضعت عند مدخل دورة المياه " من فضلك اخلع الحذاء" وهناك عامل يقف بجانب الباب لتنبيه المصلين بخلع أحذيتهم وعدم الدخول بها. وعند الدخول إلى دورة المياه تجدها مفروشة بمفرش بلاستيكي سميك، بحيث لا تصل قدميك إلى الأرض ولا تتزحلق، والمكان مكيف وبه تهوية وعند دخولك للحمام تجد حذاءً خاصاً به تلبسه عند الدخول وتخلعه عند الخروج والانتهاء من استخدامه. تعتبر هذه من الدورات النموذجية التي رأيتها في هذا المسجد ونادراً ما تجدها في مساجد وجوامع جدة، لماذا لا نهتم بدورات مياه مساجدنا كما نهتم بموكيت ومكيفات ونظافة المسجد نفسه؟! إن للمحافظة على نظافة المكان سواء كان دورة مياه أو حمام أو مصلى أو غيره لهم سلوك حميد يحسب لصاحبه وسلوك أمرنا به ديننا الحنيف الذي يحث على النظافة وهي من الإيمان. وحتى دخولنا للمساجد ينبغي أن يكون بملابس طاهرة ومن احسن الثياب، قال تعالى: (وثيابك فطهر ... ) الآية أخيرا إن بيوت الله عزو جل من أطهر البقاع على وجه الأرض وأشرفها، فهناك من رأى بفصل دورات المياه عن المساجد وبقاءها بعيدا، وهذه تبقى أطروحات ورؤى تذهب إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وتأكيداً على الاهتمام والعناية الخاصة بدورات مياه المساجد.