تناقلت وسائل الإعلام أخيراً صحوة متأخرة بخصوص الوضع الصحي المتدهور حقا حيث وجه أعضاء في مجلس الشورى ملاحظاتهم على مستوى الخدمات الصحية، مطالبين في جلسة الاسبوع الماضي، دعوة وزير الصحة وقد قوبلت شكوى وزارة الصحة من ضعف الاعتمادات المالية المخصصة لها، بعدم قبول غالبية المتحدثين في جلسة الشورى والتي أُخضع فيها تقرير الوزارة للنقاش والبحث، وخصوصا أن الميزانية المعتمدة للوزارة تصل لنحو65 مليار ريال. وليس كما ذكر بيان مجلس الشورى 25 ملياراً وهذا دليل مؤسف على أن الشورى يجهل ميزانية اهم وزارة بالدولة رغم أنه دارت مجمل الانتقادات التي وجهها أعضاء الشورى لوزارة الصحة، حول ضعف الخدمات الصحية، وتعثر بعض المشروعات الطبية المهمة، وندرة الأسرة، والتأخر في إعطاء المواعيد.وأشار العضو احد الاعضاء بأن المواطن في بلده «لا يزال يبحث عن سرير وعن موعد، ولا تزال الخدمات الصحية أقل من الحد الأدنى، ولعل هذا يعود بي إلى مقالة سابقة من ضمن عشرات المقالات تناولت فيها الشأن الصحي المترهل رغم ما أعتمد من ميزانيات كبيرة وذلك تحت عنوان ( تغريدات إلى وزارة الصحة ) جاء فيها مستشفى حكومي في جازان حقن طفلة بالإيدز وبعد إستفزاز الرأي العام نقلت الضحية إلى الرياض وهنالك جدل بين الوزارة وأهل الضحية حول صحة التقارير . مستشفى حكومي آخر في القصيم حقن طفلة أخرى بالكيماوي وأعتقد أنها تم تسفيرها للخارج وكلنا تحت رحمة الله.. مواطن آخر يتهم مستشفى ببيشة بحقن زوجته بدم ملوث بالإيدز ومدير الشؤون الصحية ينفي بطريقة ( كاد المريب ) .. مواطن يتهم مستشفى عفيف بسرقة إحدى كلى شقيقه ومدير المستشفى يتحجج بأنه حديث عهد بالمستشفى .. مواطن يتهم مستشفى بحائل بموت ابنته "جوعا" الشؤون الصحية: الرد على الواقعة يحتاج 72 ساعة .. طبيبة أميركية تتهم ممرضات تخصصي الرياض ببيع "المورفين"ومدير المستشفى: نصرف أدويتنا بشكل دقيق.. هذه نماذج ليست تغريدات بمفهومها الرائج إنما كوارث وفي اقل من عام وهذا قليل من كثير تعج به وسائل الاعلام ويتبارى المسؤلون في وزارة الصحة في الساعات الأولى في الدفاع ومحاولة التشكيك في مصداقية ثم بعد آيام تتضح الصورة ولكن لا نرى ما يفيد أن هنالك تقصي ومتابعة نحو التصحيح بل السلبيات في تزايد . ولا أود هنا سرد سلبيات هذه الوزارة فقد يطول بنا المقام لذا أعود وأكرر ما كتبته مرارا وتكرارا أنه خلال السنوات الأربع الأخيرة فقط كتبت هنا أكثر من (37) مقالاً حول حال الصحة وذلك ضمن الأطروحات الإعلامية المواكبة والمتتالية حول مشاكل وإشكالات المرافق الصحية وبشكل أصبح عاماً ولست الوحيد الذي يتناول هذا الهم ، فالأحداث المؤلمة تتتابع على مدار الساعة وقلت يومها إننا نحاول قدر الإمكان أن لانكتب في إطار المقالة عن انطباعات مزاجية أو ردة فعل عاطفية لذلك تنوعت مقالاتنا بين الإشادة تارة والنقد تارة إشادة من غير تطبيل ونقد من غير قسوة نعكس على الحالة ما تعلمناه وما اكتسبناه من خبرات في مجالات متنوعة سواء على الممارسة العملية أو العلمية أو المعايشة الفعلية ولا نكتب حتى نتحرى المصداقية الكفيلة بإخراج مقالة تخدم الصالح العام،أو مالم تنفي الوزارة ما يشاع ويقلق الرأي العام. لاننظر للأشخاص فهم متحركون ولكن تبقى المعطيات التي يجب أن تكون جيدة لتتوارثها الأجيال عطاء أو استفادة . إن الحديث عن وزارة الصحة وجودة الأداء لازال في الحقيقة يشغل بال الكثير ممن يهمهم صحة المواطن ومن على هذا الثرى الغالي سيما إذا أدركنا أن ميزانية وزارة الصحة لوحدها قفزت في السنوات الأخيرة من (14 ) مليار إلى ( 65 ) مليار لكن الحقيقة المرة أن المواطن المحتاج للخدمات الطبية لا يلمس على الأرض أي تطور ، ومما (زاد الطين بلة) أن نسبة 60% من تلك الميزانية مرتبات ، وأخشى كما ذكرت مراراً أن تكون نسبة كبيرة من المتبقي لاسمح الله مشاريع متعثرة وكنت يومها وضحت رأيي في مقالة بعنوان ( وزارة صحة الموظفين ) رغم أن القطاع الخاص والتأمين الصحي للوافدين والسعوديين في القطاع الخاص ووزارة الدفاع والداخلية والحرس الوطني قد تحملت جزء كبيراً من علاج جزء أكبر من المواطنين . صراحة لا أخفيكم أنني سعدت بدعوة مجلس الشورى لمعالي وزير الصحة كممثل لهذا المرفق الحيوي المهم وأمل ان تكون جلسة مصارحة ومكاشفة إذ أنه حقيقة لا يساورها الشك أن ماعلى الأرض يتعارض مع تلك الإمكانات المهولة التي توفرها الدولة لوزارة الصحة والقطاعات الصحية والاجتماعية الأخرى والتي تجاوزت ال (100 ) مليار ريال هذا العام. هذا وبالله التوفيق . جدة ص ب 8894 فاكس 6917993