لو نسخت إحدى مقالتي قبل 15 عاماً حول هموم المريض مع وزارة الصحة فلا جديد اللهم إلا إرتفاع ميزانية وزارة الصحة من 5 مليارات تقريباً ألى 54 مليار ريال أخيراً، قبل أشهر كتبت تحت عنوان ( على الصحة السلام ) حينما شدتني عناوين كثيرة واذهلتني في يوم واحد تتناول الهم الصحي اخترت منها هذه العناوين ( طرد مريض بالقوة من مستشفى في مكة بسبب خلاف مع الرعاية الاجتماعية ) و (الشيخ محمد بن زايد يتكفل بعلاج الطفلة السعودية "نورة" ضحية "التقوّس" في مستشفيات لندن) و(إعفاء مدير المختبر بمستشفى الملك فهد بالمدينة وتحقيق موسع واعتذار للجمهور) و (إعفاء مدير مستشفى صبيا وتكليف الجعفري بالإنابة) و(مستشفي الملك فهد تحفظ الأدوية العلاجية في دورة مياه) هذه بعض الأخبار المؤسفة هذا إذا إستذكرنا قضية رهام التي ذهبت لمستشفى وزارة الصحة تبحث عن علاج فشحنوها بأخطر الأمراض ولا حول ولا قوة إلا بالله كل ذلك كان قبل شحن طفلة القصيم أخيراً بالكيماوي أو إشتغال طبيب بمهنة مليس ثلاث سنوات ومع ذلك بررت الوزارة ذلك بما هو أدهى وأمر. ولا أود هنا سرد سلبيات هذه الوزارة لذا أعود وأكرر أنه خلال السنوات الأربع الأخيرة فقط كتبت هنا أكثر من (36) مقالاً حول حال الصحة وذلك ضمن الأطروحات الإعلامية المواكبة والمتتالية حول مشاكل وإشكلات المرافق الصحية وبشكل أصبح عاماً ولست الوحيد الذي يتناول هذا الهم ، فالأحداث المؤلمة تتتابع على مدار الساعة وقلت يومها إننا نحاول قدر الإمكان أن لانكتب في إطار المقالة عن إنطباعات مزاجية أو ردة فعل عاطفية لذلك تنوعت مقالاتنا بين الإشادة تارة والنقد تارة إشادة من غير تطبيل ونقد من غير قسوة نعكس على الحالة ما تعلمناه وما إكتسبناه من خبرات في مجالات متنوعة سواء على الممارسة العملية أو العلمية أو المعايشة الفعلية ولا نكتب حتى نتحرى المصداقية الكفيلة بإخراج مقالة تخدم الصالح العام،أو مالم تنفي الوزارة ما يشاع ويقلق الرأي العام. لاننظر للأشخاص فهم متحركون ولكن تبقى المعطيات التي يجب أن تكون جيدة لتتوارثها الأجيال عطاء أو إستفادة ، إن الحديث عن وزارة الصحة وجودة الأداء لازال في الحقيقة يشغل بال الكثير ممن يهمهم صحة المواطن ومن على هذا الثرى الغالي سيما إذا أدركنا أن ميزانية وزارة الصحة لوحدها قفزت في السنوات الأخيرة وفي عهد معالي الدكتور المميز عبدالله الربيعة من (14 ) مليار إلى ( 54 ) مليار لكن الحقيقة المرة أن المواطن المحتاج للخدمات الطبية لا يلمس على الأرض أي تطور ، ومما (زاد الطين بلة) أن نسبة 60% من تلك الميزانية مرتبات ، وأخشى كما ذكرت مراراً أن تكون نسبة كبيرة من المتبقي لاسمح الله مشاريع متعثرة وكنت يومها وضحت رأيي في مقالة بعنوان ( وزارة صحة الموظفين ).. إن وزارة الصحة رغم أن القطاع الخاص والتأمين الصحي للوافدين والسعوديين في القطاع الخاص ووزارة الدفاع والداخلية والحرس الوطني قد تحملت جزء كبيراً من علاج جزء أكبر من المواطنين ، وأن نسبة متوسط أرقام الميزانية لمن يراجعون فعلاً مستشفيات ومراكز وزارة الصحة تعتبر نسب خيالية لاتصدق ، ومع ذلك نرى مستشفيات متعثرة أو مستشفيات قائمة ينقصها أجهزة وإمكانات فنية وبشرية ، تجعل تلك المستشفيات مع فخامتها أشبه بمقار طواريء ، ثم نجد أن غالبية الصحف يومياً وعلى مدار الساعة كما أشرت بعاليه تنشر قصصاً مفجعة عن الأخطاء الطبية أو رفض حالات مرضية لعدم توفر العلاج أو مناشدة لقبول حالات مرضية لمواطنين في المستشفيات الحكومية ، أو طلب تبرعات لمعالجة بعض المواطنين حتى نشأت لدينا جمعيات خيرية لمعالجة مرضى المواطنين أو متبرعين من الخارج لعلاج البعض. حقيقة لا يساورها الشك أن ماعلى الأرض يتعارض مع تلك الإمكانات المهولة التي توفرها الدولة لوزارة الصحة والقطاعات الصحية والاجتماعية الأخرى والتي تجاوزت ال (100 ) مليار ريال هذا العام وهذا يعود بنا إلى مناشدات سابقة تؤكد قصوراً واضحاً في الأداء . هذا وبالله التوفيق . جدة ص ب 8894 فاكس 6917993