استنكر رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان تحقيق فساد يستهدف حلفاء له قبل شهور من الانتخابات واصفا التحقيق بأنه "عملية قذرة" لتشويه حكومته وتقويض تقدم البلاد.وقال إن من يقفون وراء التحقيق يحاولون إقامة "دولة داخل الدولة" في إشارة على ما يبدو إلى الحركة التي يتزعمها رجل الدين فتح الله جولين المقيم بالولايات المتحدة والذي يسيطر أتباعه على مواقع مؤثرة في الشرطة والقضاء. واعتقل 52 شخصا إجمالا بينهم أبناء ثلاثة وزراء ورجال أعمال بارزين مقربين من اردوغان ومسؤولين بحكومات محلية في أكبر تحقيق حول الفساد في البلاد منذ تولى أردوغان السلطة في 2002. وقال في مؤتمر صحفي "في الوقت الذي نكافح فيه لجعل تركيا ضمن الدول العشر الأولى في العالم ... ينخرط البعض في جهود لوقف نمونا السريع. هناك الموجودن في الخارج... وهناك امتدادات لهم داخل بلدنا."وأضاف "تجري حاليا عملية قذرة للغاية." وقالت وسائل إعلام محلية إن العشرات من كبار ضباط الشرطة بينهم قادة وحدات مكافحة الجرائم المالية والجريمة المنظمة والتهريب في اسطنبول وما لا يقل عن 18 آخرين في أنقرة أقيلوا من مناصبهم عقب الاعتقالات. وقال اردوغان إن الضباط أقيلوا لاساءتهم استغلال سلطاتهم وإنه قد تتم إقالة المزيد في مدن أخرى. وتزايد التوتر في الشهور الماضية بين حكومة اردوغان والحركة التابعة لجولين بسبب خطط لإغلاق مدارس خاصة تعد الطلاب للمدارس العليا واختبارات دخول لجامعات وهي مدارس تدير الحركة بعضها. والمدارس جزء من شبكة تعليمية عالمية ومصدر مهم للايرادات والنفوذ لحركة جولين حيث توفر لها شبكة من الاتصالات والولاءات الشخصية بين النخبة المتدينة في تركيا وخارجها. ونفى محام لجولين أي دور له في التحقيق. واضاف اورهان ارديملي في بيان نشرته وسائل إعلام تركية "جولين لا علاقة له بالتحقيقات وليست لديه معلومات بشأنها أو بشأن المسؤولين العموميين الذين يجرونها." وربط أردوغان التحقيقات بالاحتجاجات العنيفة المناهضة للحكومة في الصيف الماضي والتي اندلعت عقب مظاهرة ضد خطط لاعادة تطوير حديقة غازي في اسطنبول. وكانت الشرطة اشتبكت ليلة بعد أخرى مع المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على ما قالوا إنه تزايد استبداد اردوغان. وقال رئيس الوزراء "هذه عملية بدأت بحوادث حديقة غازي. لم يتمكنوا من تحقيق مآربهم والآن قاموا بخطوة جديدة." ولا يستطيع جولين ان يتحدى اردوغان في الانتخابات كما انه لم يبد نية لتشكيل حزب سياسي. لكن معركتهما من اجل النفوذ يمكن أن تشكل الأفق السياسي التركي لسنوات قادمة. وساعدت حركة جولين حزب العدالة والتنمية ذا الجذور الاسلامية بزعامة اردوغان على الفوز بأصوات الناخبين في ثلاث جولات انتخابية منذ عام 2002 لكن الخلاف بين الرجلين يهدد بشق قاعدة تأييدهما المشتركة. ولم يبد مكتب الادعاء في اسطنبول الذي يقود تحقيقات الفساد أي علامة على التراجع. وفي أول تعليقات له منذ الاعتقالات التي جرت يوم الثلاثاء قال إنه يجري ثلاثة تحقيقات منفصلة يعود اثنان منها إلى سبتمبر ايلول 2012 وإنه تم تعيين مدعين إثنين إضافيين للمساعدة. وفي بيان مقتضب بشأن إقصاء الضباط الكبار قالت الشرطة إنه تم نقل بعض الضباط لأسباب منها مزاعم بسوء السلوك وفي حالات أخرى "للضرورة الإدارية". ولم تذكر مزيدا من التفاصيل. وقال بولنت ارينج نائب رئيس الوزراء ان تحقيق الفساد جزء من مساع لتشوية صورة الحكومة لكنه هون من شأن أي تلميح إلى انه يقصد أن أتباع جولين يقفون وراءه. وقال في مؤتمر صحفي "من الخطأ إعطاء تصريحاتي معنى يخلق مواجهة مع المجتمع" في اشارة الى حركة جولين التي يقول اعضاؤها ان عددهم يقدر بالملايين.