قام فريق متخصص من الهيئة العامة للسياحة والآثار بمشاركة دارة الملك عبد العزيز بزيارة لفنادق بارادورس الأسبانية وفنادق بوساداس البرتغالية المتخصصة في المحافظة على القصور الأثرية والتراثية وتحويلها إلى فنادق ومراكز إيواء وضيافة متميزة، وذلك بهدف الاستفادة من تجربة البلدين في هذا الجانب . وقد أكد رئيس الفريق الزائر نائب الأمين العام للاستثمار في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور صلاح بن خالد البخيّت نجاح هذه الزيارة وتحقيقها للنتائج المرجوة منها، ومن أهمها التعرف على التجربتين الاسبانية والبرتغالية المميزة في مجال استثمار المباني التراثية سياحياً , حيث بينّ أن هاتين التجربتين هما من أفضل التجارب العالمية للفنادق التراثية، وتعد من الأمثلة الرائدة في الالتزام الحكومي بالتنمية السياحية وحماية التراث . كما أشار إلى أن فندقي برادورس وبوساداس الذين تمت زيارتهما لديهما عوامل تميزهما عن فنادق البرادورس والبوساداس الأخرى، من حيث دور الحكومة كشريك رئيس واستراتيجي، إضافة إلى العوامل الأخرى كالمحيط والوضع الخصوصي والتصميم والهندسة المعمارية الأصيلة، وكذلك المزج بين الخدمات المحلية والضيافة . وقد ثمّن الفريق الزائر الدعم الكبير لهذه الرحلة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العليا للسياحة والآثار . وقد شملت زيارة الفريق التي استغرقت ستة أيام زيارات لعدد من الفنادق والمواقع التي تديرها شركة بارادورس في مملكه أسبانيا وشركة فنادق بوساداس بجمهورية البرتغال، كما التقى الفريق مسئولي وزاراتي السياحة في البلدين، ومشغلي الفنادق التراثية . وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار قد قامت بالتعاون مع مكتب استشاري عالمي متخصص بإعداد دراسة جدوى لتأسيس منظومة من الفنادق التراثية لتشغيل القصور والمباني التراثية المملوكة للدولة، والتي تم حصرها واستهدافها في جميع مناطق المملكة، وذلك بتحويلها إلى مواقع إيواء وضيافة سياحية من خلال مشاركة القطاع الخاص، وذلك على غرار ما هو موجود في عدد من دول العالم، بأسلوب يحافظ على بقائها، ويجعلها مورداً اقتصادياً مجزياً، ومصدراً لفرص العمل، ووعاءاً لنشاطات متنوعة من المنتجات السياحة . تجدر الإشارة إلى أن فريق العمل الاستشاري المكلف بتنفيذ هذا المشروع استغرق قرابة ثلاثة أشهر لإعداد هذه الجدوى، قام خلالها بزيارات ميدانية لاستطلاع المباني التراثية المستهدفة في المملكة، كما شارك مع فريق العمل عدد من الخبرات المحلية من جامعات المملكة من ذوي الاختصاص في السياحة والآثار والتنمية العمرانية . وحظيت الدراسة بمراجعة متخصصة من فريق البنك الدولي وعدد من بيوت الخبرة المحلية، وسيتم الرفع بالدراسة للجهات العليا المسؤولة للموافقة على تأسيس شركة لاستثمار المواقع والمباني التراثية في الإيواء والضيافة كمرافق سياحية في المملكة . وكانت المملكة واسبانيا قد وقعتا بتاريخ 1429 / 5 / 22 ه برنامجاً للتعاون السياحي بينهما، يرمي إلى تعزيز علاقات الصداقة والتعاون المتبادلة بينهما في مجالي السياحة والآثار، ويركّز على أن يتم التعاون بين كل من الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الصناعة والسياحة والتجارة الإسبانية في تبادل المعلومات والخبرات في مجالات التراث العمراني والشعبي والحرف والصناعات اليدوية والآثار، واستثمارها في التنمية السياحية، وتشجيع المؤسسات التعليمية الخاصة، وتنسيق المناهج التعليمية السياحية، والاستفادة من الخبرات المتراكمة لإنشاء وإدارة الكليات والمعاهد المتخصصة، والاطلاع والاستفادة من خبرات كل من البلدين في مجال التشريعات الوطنية ذات العلاقة بحماية الموارد الطبيعية والثقافية والأنشطة والخدمات السياحية .