هذه حياتنا نعيش ما قدر لنا العيش ونموت في اليوم الموعود. قال عز من قائل: (فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) الا ان الانسان يتكدر ويتألم اذا مات له صديق او معارف. ويعزي نفسه بالصبر والاحتساب"إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" ، الزميل والصديق هاني ماجد فيروزي اول ما تعرفت عليه في منزل معالي الشيخ ابراهيم بن عبدالعزيز البراهيم وكيل امارة منطقة مكةالمكرمة سابقاً رحمه الله وتغمده بواسع رحمته ورضوانه. كان هاني يحضر مع والده رحمه الله لمجلس الشيخ ابن ابراهيم ومن الصفات الحميدة في هاني رحمه الله انه يحب مجالسة الكبار ليستفيد من معين معارفهم. ودامت اللقاءات تارة في منزل البراهيم وتارة في منزل سيدي صالح بن سليمان رحمه الله والد الابن سليمان السبيعي والابنة سلمى السبيعي المحاضرة في جامعة ام القرى.. وتكررت اللقاءات في منزل العم القدير الشيخ محمد سعيد بن قابل الاحمدي احد مشايخ الاحامدة رحمه الله. وتآلفت القلوب وتوطدت الصداقة. وعملنا على خط واحد مع الصحافة عن بعد وكان المشجع والمحفز استاذنا القدير الاستاذ حامد بن حسن مطاوع رئيس تحرير جريدة الندوة. الى ان باعدت بيننا مسؤوليات الحياة فانتقلت انا الى جدة واخي هاني في مكة الا اننا متواصلون في لقاءات متفرقة بين مكةوجدة. وكنت اتابع نشاطات الاخ هاني الاعلامية خاصة ما يتعلق بمكةالمكرمة واحيائها والذكريات الجميلة التي لا تزال عالقة في الذهن. فقد كان يرحمه الله مولعا بالتراث والتاريخ حيث حفلت نشاطاته بضروب الابداع والتاريخ وقد احسن اخي وصديقي وزميلي النبيل الاستاذ محمد احمد الحساني عندما اشار في زاويته العكاظية عن زميل الجميع "هاني" انه "اعلامي شامل" لكونه غاص في مراحل حياته عباب فنون اعلامية وثقافية عديدة حصل من خلالها على العديد من الميداليات الذهبية والتقديرية من صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله عن مشاركاته في فعاليات السنة الدولية للشباب عام 1407-1987م كما حصل على اكثر من 56 درعا وشهادة تقدير عن مشاركاته في مناسبات ثقافية مختلفة داخلية وخارجية - كرمته جمعية الثقافة والفنون باعتباره من رواد الصحافة الفنية في المملكة ومنحته شهادة تكريم عام 1407ه - 1987م. ومن فضل الله ونعمه ان يعيش صديقنا بين الجميع حبًّا ووفاءً هذا ما شاهده الجميع في يوم تشييعه الى مثواه الاخير فقد شاهدت العديد من رجالات مكةالمكرمة شيبا وشباناً وشيوخاً جاؤوا من كل مكان للتشييع والعزاء. انها المحبة الصادقة. فقد ترك هذا الحب وهذا الوفاء وهذه الذكرى الحسنة في نفوس الجميع. وهنا لا بد ان اشير بالتقدير للاخ الكريم الصديق الاستاذ عبدالله رواس وللدكتور عاصم حمدان وللدكتور انور عشقي والدكتور عدنان وزان على وفائهم للمرحوم ان شاء الله "هاني" واتمنى على اخي عاصم حمدان واقتبس من كلماته الندية في رثاء الفيروزي المنشور في ملحق الاربعاء في الزميلة المدينة الصادر في العاشر من هذا الشهر. فقد اشار بكلمات كلها حب وكلها وفاء حينما كتب "هاني" يسابق الزمن وبعزيمة الشباب وهو يلج الى نهاية العقد الخامس من عمره المبارك لتدوين الكثير من جوانب الحياة الحضارية والاجتماعية في "مكة" ومنها كتابته عن عين زبيدة الذي كان والده مسؤولا عن ادارتها لمدة من الزمن، مضيفا: انني متيقين ان الكثير من الاخوة في مكةوالمدينةوجدة بل على امتداد رقعة الوطن الكبير يعرفون العديد من الجوانب المضيئة في حياة المبدع والمؤرخ "هاني فيروزي" وان كتابتي هذه السطور المتواضعة في حياة المبدع والمؤرخ تعبيرا عن مودة صادقة ربطت ما بيننا لردح من الزمن لم اسمع من خلالها من ابي "ماجد" ما يسيء فلقد كان بطبعه وديعاً وخلوقاً، وسمحاً وهل يبقى بعد الحياة سوى كلم طيب وعشرة صادقة واخوة يتزاحمون على بعضهم البعض عند حلول الآجال التي كتبها الله مقدرة لعباده وتفرده وحده عز وجل بالديمومة والبقاء والخلود. رحم الله اخي هاني رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته. وعزائي لابنائه ماجد واخواته ولاخوانه طلعت وفهد وعمر وعدنان ولجميع اسرته واقاربه ومعارفه واصدقائه "إنا لله وإنا إليه راجعون".