مسقط : موفدا (البلاد) جبر العتيبي ومحمد باربيق .. تفوح رائحة الثأر من مواجهة الامارات حاملة اللقب مع السعودية غدا الاحد على استاد مجمع السلطان قابوس في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات الجولة الثانية لمنافسات دورة كأس الخليج التاسعة عشرة في كرة القدم التي تستضيفها مسقط حتى السابع عشر من الشهر الجاري، فيما ينتظر المنتخب القطري مباراته مع نظيره اليمني لتحقيق فوزه الاول في البطولة في التوقيت ذاته على ملعب الشرطة. وتتصدر السعودية ترتيب المجموعة برصيد اربع نقاط (سجلت ستة اهداف ولم يدخل مرماها اي هدف)، بفارق الاهداف امام الامارات (سجلت ثلاثة اهداف واهتزت شباكها مرة واحدة)، وتأتي قطر ثالثة بنقطتين، ويقبع اليمن في المركز الاخير بدون رصيد. وشهدت الجولة الاولى من منافسات المجموعة فوز الامارات على اليمن 3-1، وتعادل السعودية مع قطر صفر-صفر، وفي الثانية اكتسحت السعودية اليمن 6-صفر وتعادلت قطر والامارات سلبا.وسيكون التعادل كافيا للمنتخب السعودي لحجز احدى بطاقتي المجموعة الى نصف النهائي كما فعل في الدورة الماضية، وقد ترافق الامارات في هذه الحال اذا سقطت قطر في فخ التعادل مع اليمن، اما في حال فوز قطر فانها ستتساوى مع السعودية والامارات بعدد النقاط وسيتم اللجوء الى فارق الاهداف بينها وبين الامارات لتحديد المتأهل منهما.وتحتاج قطر الى فوز على اليمن بثلاثة اهداف نظيفة شرط تعادل الامارات مع السعودية لمرافقة الاخيرة الى دور الاربعة، اما في حال نجاح اليمن في التسجيل فان الامور ستزداد تعقيدا على القطريين لتعويض فارق الاهداف.وحسب لوائح الدورة، فانه ينظر الى فارق الاهداف في حال تساوي منتخبين بنفس الرصيد من النقاط، ثم الى المنتخب الذي سجل اكبر عدد من الاهداف في حال استمر التعادل، قبل اللجوء الى نتيجة المباراة بينهما. في المباراة الاولى، يدرك الاماراتيون جيدا ان عليهم عدم الخسارة امام السعودية لان التعادل يبقي ايضا على فرصهم في الاستمرار في البطولة ولكن عليهم تسجيل الاهداف للابقاء على افضليتهم.وكان المنتخبان التقيا في نصف نهائي "خليجي 18" في ابو ظبي مطلع عام 2007 وفاز حينها اصحاب الارض بهدف للنجم اسماعيل مطر في طريقهم الى اللقب الاول في تاريخهم.وما يزيد من اثارة المباراة ان "الابيض" الاماراتي يريد رد اعتباره امام "الاخضر" السعودي الذي كان سببا في انحسار آماله في المنافسة على احدى بطاقتي مجموعته الى نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا عام 2010 بعد ان تغلب عليه في ابو ظبي 2-1 في الجولة الثانية من منافسات الدور الرابع والحاسم رغم تقدم اصحاب الارض 1-صفر، ما ترك آثارا سلبيا على لاعبي المنتخب الاماراتي.ويعاني المنتخبان العربيان في تصفيات المونديال، فيحتل فيها المنتخب السعودي المركز الرابع باربع نقاط من ثلاث مباريات خلف كوريا الجنوبية وايران وكوريا الشمالية ولكن فرصته ما تزال قائمة في التأهل المباشر، في حين تملك الامارات نقطة واحدة في المركز الاخير واقصى اهتماماتها المنافسة للدخول في الملحق. وستكشف الجولة الثالثة المستوى الحقيقي للمنتخبين، فالاخضر كان عاديا جدا امام قطر في مباراته الاولى، استسلم للنهج الدفاعي وكان عاجزا عن الابداع في الوسط والهجوم، وقدم شوطا رائعا امام اليمن سجل فيه خمسة اهداف قبل ان يضيف السادس في الشوط الثاني.اما المنتخب الاماراتي فخطف ثلاث نقاط ثمينة امام اليمن قبل ان يصطدم بنفس الجدار التكتل الدفاعي للقطريين، فعجز عن اختراق في الشوط الاول ثم اضطر الى التراجع في الثاني الذي شهد اختبارا جديا لدفاعاته. وكان يعيب المنتخب الاماراتي عدم قدرته على انهاء المباراة بنفس المستوى الذي يخوض به الشوط الاول، لكنه صمد امام القطريين في الجولة الثانية في توقيت مناسب جدا قبل المواجهة الاصعب امام هجوم سعودي ضارب يتألف من مالك معاذ وياسر القحطاني وناصر الشمراني.واذا كان وسط السعودية بدأ يستعيد توازنه بقيادة عبده عطيف واحمد الموسى وخالد عزيز، فان منتخب الامارات لا تنقصه المهارات ابدا بوجود محمد عمر واسماعيل مطر واسماعيل الحمادي وعبد الرحيم جمعة ومحمد الشحي. الفرصة الاخيرة لقطر وسيحاول مدرب منتخب القطري، الفرنسي برونو ميتسو، ان يكون اول من يقود منتخبين مختلفين الى اللقب الخليجي بعد ان فاز مع الامارات باللقب الاخير، وقد ادخر على ما يبدو افضل ما لديه للمباراة "الاسهل" في المجموعة ضد اليمن. ونجحت خطة ميتسو في الحفاظ على نظافة شباكه امام السعودية، ثم امام الامارات بقيادة مساعده السابق ومواطنه برونو ميتسو رغم مفاجأته له باداء دفاعي في الشوط الاول وضغط هجومي في الثاني، لكن لم يظهر "العنابي" حتى الان شهية تهديفية واضحة بل رغبة مبالغة من المدرب في الحذر وعدم ترك مساحات يمكن للاعبين مهاريين في المنتخبين السعودي او الاماراتي ان ينفذوا عبرها نحو المرمى. واذا كان الاداء الدفاعي للقطريين لفت الانظار بتنظيمه وصلابته، رغم الاصابة التي تعرض لها قلب الدفاع عبدالله كوني اثر اصطدامه باسماعيل مطر في مطلع المباراة الماضية وغيابه عن الملاعب لفترة، فان ميتسو يعلم جيدا انه بحاجة الى فوز بفارق مريح من الاهداف على اليمن والا سيجد نفسه مرافقا له للخروج من الدور الاول.واطمأن ميتسو الى الدفاع بعد ان سد ماركوني اميرال ثغرة غياب كوني جيدا، لكن الفعالية في خط المقدمة كانت معدومة تماما حتى الان ويجب عليه الايعاء الى سيباستيان سوريا وخلفان ابراهيم ووليد جاسم بالقيام بمهام هجومية بحتة بغية تسجيل هدف مبكر يفتح اللعب ويتيح لهم التحرك بحرية. وقد يصطدم القطريون بمنتخب يمني مختلف يريد تقديم شيىء ما قبل ان يعود الى بلاده وذلك اثر الصدمة الايجابية التي قام بها الاتحاد اليمني باقالة المدرب المصري محسن صالح بعد الخسارتين الثقيلتين امام الامارات والسعودية. واسند الاتحاد اليمني المهمة في المباراة الاخيرة الى مساعد صالح ومواطنه حمزة الجمل لكن الاخير اعتذر عن ذلك، فطلب من مدرب الهلال اليمني النعاش القيام بالمهمة. واللافت ان نتائج منتخب اليمن في هذه الدورة تراجعت بشكل ملحوظ عما كانت عليه في الدورتين الماضيتين وتجنب فيهما تلقي هزائم ثقيلة لا بل انه انتزع تعادلا في كل واحدة، وذلك خلافا لتصريحات المسؤولين عنه من انه سيقدم صورة مختلفة هذه المرة بعد الاستعدادات الجيدة عبر ثلاث معسكرات في تونس وتركيا ومصر، حتى ذهب البعض الى القول ان الهدف هو التأهل الى الدور نصف النهائي. وكان الاتحاد اليمني استدعى محسن صالح قبل نحو شهرين لقيادة المنتخب في "خليجي 19" لانه يعرف اللاعبين جيدا بعد ان تولى الاشراف عليهم في الدورة السابقة، على امل ان يحقق المنتخب نتائج جيدة قبل استضافة اليمن لمنافسات "خليجي 20" عام 2011.