كان اكثر ما يزعجه التصاق الشهد على الشماعة التي يعلق عليها ملابسه البيضاء النقية وما عدا ذلك من امور تحدث في البيت فهي لا تسبب له اي ازعاج حتى لو كسر اطفاله المصابيح المعلقة فهو لا ينزعج حتى لو طرق بابه ضيف في وقت غير مناسب فهو لا ينزعج يخونه صديق فلا ينزعج يصادف الراتب يوم الجمعة فلا ينزعج ومهما كثرت مطالب الاسرة فهو لا يبدي انزعاجاً لكن بمجرد ان يلتصق الشهد بالشماعة وتحتاج ثيابه لقوه اكبر لانتزاعها حتى يصيح ويستنفر زوجته التي ما فتئت تسعى لابقاء الشماعة نظيفة خالية من اي شهد. وكلما صرخ الزوج كيف وصل الشهد الى هنا فالزوجة لاتدري كيف يحدث هذا الامر؟! قررت الزوجة والزوج ان يتابعا الموضوع سهرا ليلتهما حتى الصباح وعيناهما تراقبان الشماعة لم يكتشفا شيئا. اراد الزوج ان يرتدي ملابسه والذهاب لعمله رغم انه لم ينم ليلته تلك وكالعادة الشهد على الشماعة! راح يجر ثيابه وهو يصرخ كيف وصل الشهد؟ وكيف لم اره؟ وفر جيش من النمل خارجاً من تحت باب الغرفة وعلى ثغر نملة كانت في المقدمة ابتسامة سخرية واستهزاء بالانسان المسكين! بدر عمر المطيري