كثيراً ماتعود بي الذاكرة لورشة عمل حضرتها ذات مرة كان محور نقاشها الرئيس يدور حول فنون ومبادئ الإداري الناجح ؛ أذكر جيداً أن المُحاضر في تلك الفترة كان نشيطاً حد أن أشبعنا أمثلة من الواقع لبشر مثلنا أستطاعوا أن يحققوا نجاحاً ليس من الطريق السهل بل من عنق الزجاجة ..أذكر مثالين بقيت عالقة في ذهني كثيراً المثال الأول كان ل ( مارتن لوثر كنج) صاحب القصة الشهيرة (عندي حلم ) والتي لاأجد مناسبةً لذكر تفاصيلها هنا .. والمثال الآخر كان ( دان بانِت ) ذلك الرجل الذي كان لديه طموح في صعود قمة جبيلة شاهقة ولكنه تعرض لبتر في قدمة اليسرى ...كنت أعتقد أن ذلك (البتر ) سوف يُذيب طموحه ويحوله لسراب ...لكني ك متابع لقصته الرائعة أصابني الذهول بعدما عرفت أن (بتر قدمه ) زرع في داخله أمل ليس لأنه فقد قدم بل لأنه يملك قدماً أخرى ....ي الله .. هكذا همست بيني وبين نفسي وأنا أتابع إصرار ذلك ( المجنون المبدع ) تابعت الكشف والتتبع لكل خطة رسمها لفريق عمله ليصعد القمة (بقدم واحده ) تابعت إحتفالاته الصغيرة التي كان يُشعلها كلما تقدم هو وفريقة في الصعود ولو خطوة ..تعلمت منه الإحتفال بالنجاح ولو كان صغيراً من أجل الوصول لقمة النجاح المنشود . لديهن حلم. في السطور أعلاه قلت بأني (قرأت) تفاصيل أصحاب الطموحات والأحلام السابقة ولكني لم أعيش معهم وأشعر بتفاصيل أحلامهم ؛ لكني اليوم أعيش قصة لاتقل بأيّ حال من الأحوال عن القصص السابقة متى ما ربطناها ب الطموح والأمل والإصرار على الوصول لهدف من عنق الزجاجة ...أعني خريجات الكلية المتوسطة ..فقد شدّني كثيراً وأسعدني أكثر بل وجعلني أعمل معهم بشعور غارق في المسرّة ليس لشيء إلا لأني أعشق المكافحين وأحب أصحاب الطموحات وأولئك الذين يصارعون الظروف من أجل البناء ...بناء الوطن ..بناء الأسرة ..بناء الشخصية التي تكافح من أجل أن تكون يداً عاملة . احتفالات صغيرة قلت أيضاً في مقدمة مقالي هذا بأن الاحتفال بكل نجاح صغير (مهم جداً ) ليمنحنا مزيداً من الطاقة والتفاؤل لنتقدم لنجاحٍ أكبر ..وقد كان ذلك هو حال خريجات الكلية المتوسطة فقد شعرت بإحتفالهن بخبر الحصر كونه يعتبر (نقطة إعتراف بأنهن مؤهلات للعمل ) ...ثم عشت معهن الإحتفال بالمطابقة كونها (نقطة مصداقية على العمل الجاد لتعيينهن ) ...ومازالت أنتظر إحتفالهن الأكبر ب إعلان خبر تعينهن دفعةً واحدة وبعدلٍ يمحو كل تلك التخبطات الإدارية البيروقراطية المتراكمة على عاتق الوزارات الحالية بسبب وزارات سابقة وأعني بالعدل نقطتين أولاً فيما يخص البديلات بأن ينظر لخبراتهن السابقة بعين الإعتبار وأن تنفذ القرارت السامية المتعلقة بمثيلاتهن بحيث يتم تعينهن على المستوى الثالث أو تعالج خدمتهن السابقة بأيّ طريقة ..المهم أن لا تهمل لأن البعض منهن وصل لخمسة عشر عاماً من الخدمة وأعتقد أنه من الخطأ الخاطئ أن يتم تجاهل كل تلك السنوات ؛ والسقوط الذي لايغفر إن كان سبب تجاهل تلك الخبرات بسبب (أنهن غير مؤهلات ) حينها سيكون السؤال الأكثر فضحاً لمثل تلك التلطلعات والرؤى ...كيف يعتبرن (غير مؤهلات ) وقد خدمن لديكم مايربو عن عقد ونصف العقد .. أهكذا يكون جزاء الإحسان لعملهن ولطاقاتهن وجهودكن المبذولة ....! والنقطة الثانية المتعلقة بالعدل أن يكون الجميع بديلات ودبلوم ( دفعة واحدة ) . خلف الكواليس هناك مايربو عن (21 ) ألف خريجة تجاوزن مرحلة المطابقة ولاشك أن هذا العدد ماكان ليكون في (مخيلة) أيّ مسؤول ولاحتى المتابعين والمهتمين لكنه الأن واقع وأجد أنه فرصة لتصحيح الخطأ السابق في تجاهل خريجة الكلية المتوسطة ...أقول فرصة لأنها عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ ...ولاشك أن لدينا ( أهل عزائم ) بذلوا جهوداً إستوجت منا شكرهم في مناسبات عدّة ..ونحن اليوم ننتظر أن .. تَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ ....(دفعة واحدة) ..فقد كنا ومازلنا وسنبقى نعيش الأمل ونبذره في كل مرحلة مرت وكل مرحلة تجيء في أيامنا القادمة . آخر السطر الحياة مُرّة بالتشاؤم .....عذبة بالتفاؤل ...! [email protected]