لك اللحم ولنا العظم مقولة قديمة لو تأملنا بنتائجها على أرض الواقع لوجدنا أنها هي من جعلت نصف أبناء القرى غير متعلمين ونصف أبناء الهجر لم يكمل الكثير منهم تعليمه فكم من رواية نسمعها من طلاب الماضي منهم من تم تربطه كما تُربط الشاه ومنهم من تم جلده في الشتاء القارس كما يُجلد المجرم في أعتل أنواع العصي فالمدراس كانت في الطابور تستقبل معلميها الأشاوس كما يتسقبل ميدان التحرير البلطجية فأحدهم يدخل ومعه العصا الخشبية المزينة بلصق لونه أحمر كدليل على الشدة وأحدهم كان يلون عصاه باللون الأسون كدليل على التخويف وأحدهم كان يدخل بقاعدة الكرسي الخشبي سابقا والمكونة من الحديد الذي لاتنتجه عد كبرى شركات الحديد من شدة صلابته وعليك عزيزي الطالب التمعن أين يكون قدرك هذا اليوم و من ثم سعت وزارة التربية والتعليم جاهدة للقضاء على نوعية هؤلاء المعلمين ولكن متى ؟ بعد خراب مالطا ! وإستجدت علينا اليوم ظاهرة هي تكرار لما كان بالماضي ولكن مع إختلاف الوسائل فهذا الزمن يأخذ المعلم الطالب لحم ويخرجه مسخرة على اليوتيوب ! فحادثة طفل جازان مؤسفة للغاية وحادثة الطفلة الأخرى التي تم تصويرها من قبل معلمتها بكلام لايليق إطلاقا بمعلمة كذلك تؤسفنا تماما وكل ماعلينا دائما هو التفكير خارج الصندوق دون التفكير بالمشكلة نفسها فعلى وزارة التربية والتعليم السعي جاهدة لدارسة الموضوع نفسيا قبل أن يدرس نظاميا فالمعلم أو المعلمة الساخرين من طلابهم بالأحرى أن يتم عرضهم على الطلب النفسي والبداية من معلم جازان حتى نستنتج كمجتمع ماهي الدوافع من وراء التشهير بطلاب المدارس من قبل حملة رسالة تعليمة سامية من باب أولى يكون المعلم قدوة لكافة شرائح المجتمع بدل من يكون على أقل قدر من الأمانة كما نشاهد اليوم فاليوتيوب يعج بمقاطع لطلاب ربما يصبح لهم شأن بالمستقبل ويبقى المقطع موجود عليهم في اليوتيوب للسخرية والضحك وماهو موقف أهالي هؤلاء الطلب عندما يشاهدون إبنهم أضحوكة في كل هاتف ذكي وأضحوكة على كافة مواقع التواصل الإجتماعي فهل سيقبل المجتمع أن تمر هذه الظاهرة مرور الكرام فأقرب وصف نسميه لإستمرار هذه الظاهرة دون رادع هو الكارثة الأخلاقية فسقوط كوبري بالرياض أو غرق نفق في جده يتم تصحيحه من ميزانية الدولة تحت بنود الكوارث الطبيعية ولكن الكوارث الأخلاقية لايمكن رأب صدعها ولايمكن معالجتها إطلاقا وهذا مانخشاه على أبناء وبنات كل مواطن سعودي وضعهم في مدارس لغرض التعلم وكسب العلم ومن ثم فجأة يظهرون سخرية للمجتمع وهذا مالانقبله ويستوجب علينا استنكاره بكافة السبل. بقلم / سامر العنيني