أدت عشرات المقاطع المبتذلة، والتي صورها طلاب داخل المدرسة، ونشرت على موقع اليوتيوب، إلى إقرار وزارة التربية والتعليم بالمدينةالمنورة، بمنع دخول الجوالات إلى داخل المدارس وفرضت عقوبات مشددة على الطلاب، بعدما تحولت الفعلة إلى ظاهرة مسيئة، فيما صنفت بعض المقاطع منها كجريمة إلكترونية يعاقب عليها القانون، ناهيك عن التشهير والإساءة للآخرين في بعضها، والتعدي على الحريات الشخصية في بعضها الآخر .. «عكاظ» زارت عددا من المدارس والتقت بعدد من المعلمين وأولياء أمور الطلاب الذين طالبوا وزارة التربية والتعليم بإدراج عقوبة صارمة لكل من يحاول إدخال جهاز جوال إلى المدارس. وللحد من تلك الجرائم وضعت إدارات التعليم في بعض مناطق المملكة، من خلال اجتهادات لها تعليمات مشددة تمنع دخول أجهزة الجوال إلى المدارس، حيث عمدت على تفتيش الطلاب يوميا، قبل دخولهم إلى المدرسة، وبعضها ينفذ حملات تفتيشية مفاجئة، سرعان ما تنتهتي بحصد عشرات الجوالات من الطلاب، ومن ثم إعادتها لهم بعد كتابة الطالب لتعهد بعدم حمل الجوال إلى داخل المدرسة مرة أخرى. مناشدة للمديرين يقول كل من علي الغامدي، وعلي المطيري، وعبدالرحمن الأحمدي، وسلمان الحربي، وعبدالعزيز البخاري، طاهر بانعمة، إن عددا كبيرا من أولياء الأمور والمعلمين، قدموا طلبات إلى وزارة التربية والتعليم لإدراج عقوبة صارمة لكل من يحاول إدخال جهاز الجوال إلى المدارس، وعللوا ذلك بعدم وجود حاجة ملحة لاصطحاب الطالب لجهاز جوال إلى المدرسة في ظل وجود هواتف ثابتة بإدارة المدارس تسمح للطالب استخدامها في حالة الضرورة. مقاطع مبتذلة وأكد المواطن صالح الحربي، بأنه يتفق مع إدارة المدرسة في ما ذهبت إليه بمنعها الطلاب من دخول أجهزة الجوال إلى الفصل، وذلك لعدم حاجة الطلاب لذلك، إذ أن معظم المدارس في المملكة فيها هواتف، ومتى ما أراد الطالب الاتصال بأهله له الحق في الاتصال من هاتف المدرسة، وأضاف: أناشد كل مديري المدارس أن يمنعوا دخول الجوالات إلى مدارسهم، وتطبيق العقوبات الصارمة بحق المخالفين لذلك. من جهته أكد الطالب زيد سالم أن هناك زملاء له بالفصل الدراسي يقومون بإدخال الجوالات إلى المدرسة، بغرض التصوير والتباهي بها أثناء الحصص أو في الفسحة، مبينا أن الجوالات التي بحوزة زملائه بها أشياء ومقاطع مبتذلة ومخجلة. عقوبات رادعة فيما طالب المعلم محمد السريحي، وزارة التربية أن تشرع عقوبات رادعة وصارمة في حق كل من يدخل الجوالات إلى داخل المدرسة، كما طالب أولياء الأمور بنصح أبنائهم ومنعهم من أخذ الجوالات معهم للمدرسة للقضاء على تلك الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا الطلابي. أما المعلم بدر السعيد، فقال: لا شك في أن ما نراه من بعض المقاطع في اليوتيوب تسيء إلى مجتمعنا التعليمي، حيث إن معظم هذه المقاطع تحتوي على ما ينافي أخلاقنا وآدابنا الإسلامية. لائحة السلوك المشرف الطلابي علي الحربي، أكد على منعهم للطلاب بإدخال وسائل الاتصال إلى المدرسة، مشيرا إلى أنه من يخالف ذلك تطبق عليه الدرجة الأولى من لائحة السلوك، ويسحب الجوال من الطالب، ويتم استدعاء ولي أمره وتسليمه الجهاز، وإتلاف الذاكرة إذا كان بها مقاطع مخلة عند التفتيش على الطلاب، إضافة إلى اتخاذ بعض الإجراءات التأديبية. الوزارة تمنع من جهته أوضح عمر برناوي، المتحدث الرسمي لفرع وزارة التربية والتعليم بمنطقة المدينةالمنورة، أن فرع الوزارة بالمنطقة أقر العام الماضي تعليمات مشددة بمنع اصطحاب الجوالات من قبل الطلاب، مبينا أن هناك لجنة خاصة لتنفيذ عمليات التفتيش تلك، وأضاف في حالة العثور على جهاز مع أحد الطلبة، لا يتم فتحه إلا بوجود ولي أمر الطالب، للتأكد من محتوياته، ويؤخذ تعهد على الطالب بعدم تكرار ذلك، وإعادة الجهاز له بعد اتلاف أي مقطع أو صورة التقطت داخل المدرسة. وأشار برناوي إلى أن بعض المدارس والتي تعمل بنظام المقررات، لديها صناديق أمانات خاصة بالطلاب يتم وضع الأجهزة من قبل الطلاب بها، وأضاف أعتقد أنه لا حاجة لاصطحاب الجوالات، طالما هناك هواتف متوفرة داخل المدرسة، يمكن للطالب الاستعانة بها، مطالبا بضرورة إجراء محدد بهذا الشأن.