ضمن فعاليات الايام الثقافية السعودية التي أقيمت فى البحرين كان للدكتور الناقد سعد الصويان محاضرة مهمة بعنوان (نشأة الشعر النبطي وقيمته كمصدر تاريخي ) تحدث خلالها بإسهاب عن لغة الشعر الجاهلي ولغة الشعر النبطي - مؤكدا – انهما قطبان للغة واحدة واوضح ان تحلل القصيدة من الاعراب الى اللحن دفع بها الى الاغراق في لهجة البادية عن اللغة الفصيحة وقال: ان العلاقة الوطيدة بين الشعر الجاهلي والشعر النبطي تكمن في انهما ينهلان من نفس المورد وهي لغة البادية مستشهدا بالشعراء الجاهلين: عروة بن الورد وامرؤ القيس والشنفرة وهو مايسهل فهم لغة الشعراء النبطيين: تراحيب بن شري وشليويح العطاوي من لغة امير الشعراء احمد شوقي رغم فصيحة ، ولكن اختلاف البيئة يؤدي بدورة الى عدم الالتقاء في تقاسيم اللغة . واكد الصويان الى ضرورة التفريق بين اللحن في اللغة والنحو في اللغة موافقا بذلك العلامة ابو عبدالرحمن بن ابي عقيل في القصيدة النبطية كلما فعلته هو انها تحللت من الاعراب . واشار الى ان تحول الشعر من اللغة الفصيحة الى اللهجة العامية بدأ منذ القرن الرابع الهجري وقد بدأ واضحا من ابيات ابو العلا المعري التي اكد فيها انحدار لغة ابناء البادية مستشهدا في ذات السياق ببعض القصائد لشعراء بعد القرن الرابع و تبدو ظاهرة عليها مسحة الفصاحة في البناء الشعري مما يدعو الى التساؤل : هل هي محاولة للوصول بالقصيدة الى الفصيح ؟ ام ان اثار الفصيح لا زالت باقية على السنة الشعراء . وتناول الصويان في المحاضرة اهمية الشعر النبطي كمصدر تاريخي في الفترة التي انعدم فيها التأليف والكتابة وتخلى فيها ابناء البادية عن الفصاحة حيث سجلت القصيدة النبطية تاريخهم في مختلف اوجه الحياة ، بل سجلت للدول المعاصرة ومن تلك الدول الدولة الجبرية التي تجد تفصيلاتها في قصائد الشعراء المعاصرين لتلك الدولة ، وهو ما يؤكد اهمية هذا الشعر كمصدر تاريخي الى عصر قريب .