قدم الوفد الفلسطيني المفاوض المشارك في محادثات السلام مع اسرائيل استقالته الى الرئيس محمود عباس الذي لم يقبلها حتى الان، بحسب ما اعلنت مصادر . وفي الوقت الذي توجد فيه المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية في مازق حاليا من المقرر ان يعود وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي كان في المنطقة الاسبوع الماضي، الى الشرق الاوسط قبل نهاية الشهر الحالي، بحسب مصادر فلسطينية. وقال المفاوض محمد اشتية لوكالة فرانس برس "قدمنا استقالة مكتوبة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسبب تكثيف الاستيطان وغياب الرغبة في الوصول الى نتائج". واضاف اشتية "حتى الان لم يقبل الرئيس استقالتنا وهو من يملك السلطة لاتخاذ هذا القرار". وقال عضو آخر في الوفد الفلسطيني طلب عدم الكشف عن اسمه ان "الرئيس عباس يملك خيارات عديدة، فهو يستطيع رفض او قبول الاستقالة او تشكيل وفد جديد او طلب آلية تفاوضية جديدة". واشارت المصادر الى ان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات من بين الذين قدموا استقالتهم. وفي مقابلة مع قناة سي بي سي المصرية اكد عباس ان المفاوضين قدموا استقالاتهم اليه مشيرا الى انه لم يقبلها حتى الان. واضاف اشتية ان "الحكومة الاسرائيلية تتحمل المسؤولية كاملة عن فشل المفاوضات بسبب مواصلة الاستيطان وتكثيفه". وكان وزير الاسكان الاسرائيلي طلب استدراج عروض قياسي ب 20 الف وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة وذلك قبل ان يعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تجميد المشروع ازاء ردود الفعل الغاضبة وانتقادات واشنطن. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي ان الدبلوماسية الاميركية "تبقى مركزة على هدفها المتمثل بضرورة مواصلة المفاوضات" مشيدة بعزم الرئيس عباس على المضي فيها. واضافت "وبالتالي فاما ان يقرر الوفد (الفلسطيني المفاوض) العودة واما سيكون من الضروري تشكيل فريق جديد". واكدت "ان الطرفين يبقيان ملتزمين بعملية التفاوض وهما كررا التزامهما الاسبوع الماضي، لذلك سنمضي قدما". ومفاوضات السلام التي استؤنفت نهاية تموز/يوليو بعد نحو ثلاثة سنوات من التوقف تجري في مناخ ازمة ورغم تنظيم 20 اجتماعا فانها مهددة بالفشل، بحسب وسائل الاعلام. وهي يفترض ان تؤدي الى اتفاق نهائي مع نهاية فترة المفاوضات المحددة بتسعة اشهر. وكرر المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط التابع للامم المتحدة روبرت سيري في بيان موقف الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون الذي يعتبر ان المستوطنات "تتعارض مع القانون الدولي وهي تشكل عقبة امام السلام".