"الدرباوية" هو نمط وسلوك جديد بدأ مؤخراً في الانتشار بالمملكة ومقصور على الأولاد المراهقين فقط والأقل منهم سناً. وانتشر ذلك النمط بين فئة من الشباب يعشقون الأشياء القديمة من ملابس وأغان وإكسسوارات وينتسبون لمنتدى "درب الخطر" عبر الإنترنت، ومنه نشأ تسميتهم بالدرباوية. وتتسم تلك الفئة بعدد من الخصائص السلوكية، من أبرزها إطالة الشعر وارتداء الملابس غير النظيفة والتدخين بشراهة وشرب المسكرات (خاصة العرق) وتعاطي المخدرات (لاسيما الحشيش) وحمل الأسلحة (وخاصة السكاكين والمطواة وغيرها من الأسلحة البيضاء) واتباع سلوكيات تحمل طابع التحدي والمغامرة مثل التفحيط، كما أنهم يميزون أنفسهم بشكل يتناسب مع هذا التغير في سلوكهم، ويعمدون إلى إطلاق ألقاب ومسميات غريبة على أنفسهم كي يتميزون عن الآخرين، ولهم مشروب خاص يسمى ب(الحمضيات الحارة). وأخيراً، لعبت التكنولوجيا الحديثة دورها في حياة هذه الفئة، وساهمت في تخليهم عن العديد من قواعدهم، وذلك منذ دخول لعبة ال"g27" للسوق السعودية والتي قامت بدورها في إبعادهم عن المكان المفضل لهم وهو ساحات التفحيط، وباتت الغرف المكيفة التي وفرها بعض المستثمرين هي الخيار الأول لهم. ولكن لم تنجح اللعبة في تغيير لباسهم ومشروبهم التقليدي، فمازالوا محافظين على "الحمضيات" كمشروب مفضل لمن ينتمي أو يحسب نفسه على هذه المجموعات الشبابية، وعلى الرغم من ذلك أسهمت اللعبة بكافة إصداراتها، بحلول لم تجنها حملات التوعية والحملات الأمنية ضد انتشار ظاهرة الدرباوية في عدد من مناطق البلاد. وفي رفحاء، انتشر عدد من المحال التي توفر مثل هذه الألعاب الإلكترونية ونجحت في جذب الدرباوية من ساحات التفحيط الخطيرة إلى محل آمن، واستطاعت لعبة ال"g27" جذبهم خاصة بعد انتشار مصطلح "درباوي إلكتروني" بين الشباب، وتتراوح تكلفتها ما بين 20 و30 ريالاً من محل إلى آخر حسب أيام الأسبوع. وبعيداً عن هذه الألعاب الإلكترونية، شدّد عدد من الخبراء المختصين على ضرورة علاج هذه الظاهرة التي بدأت في الانتشار بالمجتمعات، من خلال تقوية الوازع الديني عند هذه الفئة، وحث الآباء على مراقبة أولادهم ومعرفة أصحابهم، إضافة إلى تنظيم محاضرات وندوات عن خطورة هذه الظاهرة للأسر وتثقيف الطلاب في المدارس، وخاصة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة؛ لأنهم أكثر عرضة للوقوع بها، والحوار المباشر مع الدرباوي لمعرفة المزيد من المعلومات حول هذه الظاهرة، ومن ثم محاولة الوصول لحلول لها وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لديه كالتعصب للقبيلة.