تستأثر الخدمات الصحية في إطار النهضة الحضارية والتنمية المستمرة لكل البنى التحتية والخدماتية في المملكة الحبيبة، بكل رعاية واهتمام من ولاة الأمر - يحفظهم الله.ويعتبر القطاع الصحي أحد الأوجه الساطعة في مسيرة التنمية والبناء للمملكة؛ حيث شهد القطاع الصحي تطورًا ملحوظًا من خلال خطط التنمية المتتابعة بفضل الله، ثم بفضل الجهود الحثيثة للدولة في دعم هذا القطاع الحيوي والمهم. وتضطلع وزارة الصحة بدور رئيس في التنمية الصحية انطلاقًا من مسؤوليتها في وضع السياسة الصحية وتنفيذها؛ حيث ركزت من خلال استراتيجيها الصحية على تغطية جميع المواطنين بالخدمات الصحية بكل عناصرها (الوقائية، العلاجية، التأهيلية) ووصول هذه الخدمة لهم بكل بيسر وسهولة. وتشهد الوزارة حالياً حراكاً تطويرياً شاملاً ونقلة نوعية بكافة خدماتها ومرافقها وجميعها مسخرة لخدمة وسلامة المريض وكسب رضاه حيث نفذت العديد من البرامج الهادفة لخدمة المرضى وتحقيق شعار المريض أولاً وتستثمر الوزارة حالياً وبشكل كبير في المواطن . كما تشهد الوزارة الكثير من المشاريع التطويرية الجاري تنفيذها في الوزارة والجاري طرحها والمعتمدة في ميزانية الوزارة تشمل إنشاء وتطوير مدن طبية ومستشفيات تخصصية وعامة أبراج طبية صدر الأمر السامي الكريم بتنفيذها. وتغطي هذه المشاريع جميع مناطق ومحافظات المملكة وستسهم بإذن الله في الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية . الخطة الإستراتيجية أطلقت وزارة الصحة خطتها الاستراتيجية للعشر سنوات (1431 1440ه / 2010 2020م) تحت شعار "المريض أولا" وذلك بعد الوقوف على الواقع وتشخيص جوانب القصور التي يعاني منها النظام الصحي وذلك بهدف تطوير النظام والوصول بمستوى جودة الخدمات الصحية التي تقدمها الوزارة إلى مستويات الجودة التي توجد بالدول المتقدمة .وتهدف الخطة الاستراتيجية لوزارة الصحة إلى اعتماد منهج الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة مع الاهتمام بالجانب العملي كما تهدف إلى إرساء ثقافة العمل المؤسسي ورفع مستوى الجودة وقياس ومراقبة الأداء واستقطاب الكوادر المؤهلة وتنمية الموارد البشرية مع تطوير الصحة الالكترونية ونظم المعلومات بالإضافة إلى الاستخدام الأمثل للموارد وتطبيق اقتصاديات الرعاية الصحية وطرق تمويلها. مشاريع التطوير والبناء أتمت الوزارة مشروع الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة كأحد عناصر الخطة الاستراتيجية 1430ه - 1440ه وتمثل ذلك في 4 مشاريع رئيسية مشاريع مراكز الرعاية الصحية الاولية: تعتبر المراكز الصحية الأولية أبرز ركائز المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة . حيث تم بناء وتجهيز (776) خلال الثلاث سنوات الماضية وجاري تشييد (637) مركزاً جديداً ليكون اجمالي عدد المراكز الجديدة (1671) حيث يبلغ عدد زيارات المراجعين لهذه المراكز ما يقارب (55) مليون زيارة سنوياً ، وبذلك سيرتفع عدد مراكز الرعاية الأولية من (1905) عام 1430ه إلى (2109) عام 1434ه . وبنهاية الخطة سيكون اجمالي عدد المراكز (2750) مركز . المستشفيات : تم تشغيل (61) مستشفى بسعة سريرية (7956) سريرا خلال الأربع سنوات الماضية ، وسيتم خلال الأشهر القادمة تشغيل وافتتاح (10) مستشفيات ضمن خطة الوزارة لتشغيل (30) مستشفى خلال العام الحالي والقادم . ويجري حالياً تنفيذ وطرح (138) مستشفى وبرج طبي بسعة سريرية تقدر ب(34800) سرير وبذلك يرتفع عدد الأسرة من (31400) سرير عام 1430ه ليصبح عدد الأسرة (36886) خلال عام 1434ه . ومن المتوقع أن يصل إجمالي عدد الأسرة بنهاية الخطة عام 1440ه إلى (70693) سرير . المراكز الطبية المتخصصة : قامت الوزارة خلال الأربع سنوات الماضية بالتوسع في انشاء المراكز الطبية المتخصصة ويوجد لدى الوزارة حالياً (9) مراكز لجراحة وأمراض القلب وجاري تنفيذ هذا العام 1434ه (3) مراكز جديدة للقلب اضافة إلى تشغيل (3) مراكز أخرى لهذا العام ليصبح الإجمالي (15) مركزاً تخصصياً لأمراض وجراحة القلب ، وقامت الوزارة بتشغيل خمس مراكز لعلاج الأورام خلال الفترة 1430ه - 1434ه وجاري تنفيذ (3) مراكز أخرى ضمن ميزانية هذا العام ليصبح اجمالي المراكز لعلاج الأورام (8) مراكز وبنهاية الخطة الاستراتيجية 1440ه سيكون اجمالي عدد مراكز الأورام (12) مركز اضافة إلى ما يقدم في أقسام ووحدات الأورام في المستشفيات الأخرى . المدن الطبية : أدخلت الوزارة منذ عام 1430ه أسلوب تقديم الرعاية الصحية بالمستوى الرابع كأسلوب نوعي حديث يطبق في المملكة حيث تبنت انشاء خمس مدن طبية حسب المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة لتضيف (6200) سرير مرجعي حيث تضم هذه المدن حزمة من المستشفيات التخصصية ومراكز للأورام والأعصاب والعمليات المعقدة للقلب والعلاج لاشعاع وزراعة الأعضاء والعيون وغيرها من التخصصات النادرة .