تشكل الحوادث المرورية خطورة بالغة على المجتمعات، خصوصاً إذا كانت تتزايد يوماً بعد يوم بصورة كبيرة ومخيفة، لدرجة أنها أصبحت تحصد مئات الضحايا، ويكون العنصر البشري سبباً رئيساً في وُقوعها، لذلك أثار إحصاء أكده الكاتب الصحفي جمال بنون بأن عدد ضحايا الحوادث في السعودية في العشرين سنة الماضية بلغ أكثر من 86 ألف ضحية، وهو رقم يتجاوز عدد ضحايا الحروب، العديد من التعليقات عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. وفي البداية، أوضحت "Jawaher Al-rusias" أن الحوادث ترجع لكثير من الأسباب من أهمها غياب الرقابة في تطبيق الأنظمة، فكثيراً ما نلاحظ في الخطوط السريعة تجاوز الشاحنات الكبيرة التي تمتد إلى عدة مسارات ولا تتقيد بالمسار المخصص لها مما ينتج عنها إزهاق الأرواح وكثرة الحوادث. وبين "Hussein Aboeleseba" أن التجاوز الخاطئ من الشباب وتهورهم في قيادة المركبات بسرعة جنونية، خلفت العديد من الحوادث المرورية، إضافة إلى عدم وجود مدارس متخصصة لتعليم القيادة بشكل صحيح. وأشار "Abdulghani Al Ansari" إلى أن ارتفاع معدلات الحوادث المرورية في المملكة بشكل عام وبالمنطقة الشرقية بشكل خاص، يعود إلى عدة أسباب منها ضعف التنسيق بين الجهات المعنية بالسلامة المرورية، والازدواجية في تنفيذ بعض المهام المتعلقة بالشأن المروري. ونوه "Mohammed S. AL-thaqafi" بأن السرعة الزائدة السبب الرئيس للحوادث المرورية بنسبة وصلت إلى (24.64%) في عام 1432ه، كما أن (20.8%) من أسباب الحوادث المرورية تعود إلى مخالفة أنظمة المرور، كعدم التقيد بإشارات المرور، والتجاوز، والدوران، والتوقف غير النظامي. وكتب "Samar Alhumod": أي نظام إلكتروني لضبط المخالفات من شأنه الحد من الحوادث متى تم التوسع فيه، وكثير من الدول تطبق نظريات تطبيق القانون في غياب القانون، حيث إنك لا تشاهد أفراد الضبط المروري أو السيارات المرورية بالشوارع وعلى الطرقات، وذلك لاعتمادهم على وسائل التقنية الحديثة التي أتمنى أن نصل لها يوماً ما. وشددت "Safiya Abdullah" على أنه من المؤثرات السلبية التي تؤثر على تركيز السائق الإرهاق والنعاس أثناء القيادة (بسبب السهر) والتوتر والقلق والجوع والغضب والأدوية وحالة الطقس. ووصفت "Monia Maiz" الحوادث المرورية بأنها إرهاب شوارع، لا تقل خطورة عن الإرهاب الإجراميّ المُنظَّم، مشيرة إلى أن المملكة تحتل المركز الأول عالمياً في عدد حوادث الطرق. واعتبر "Mohammed Akhun" أن السبيل الوحيد لإيقاف النزيف المروري اليومي هو التعاون في تطبيق أنظمة وتعليمات المرور بدقة وبطريقة صحيحة والتعاون معهم؛ لأن التعاون بين المواطن ورجل المرور والأمن بصفة عامة دعامة للأمن والاستقرار.