شهد مهرجان حكايا الذي نظمه الملتقى التربوي العربي ومسرح البلد برئاسة مديره الفنان رائد عصفور في ساحة الهنجر في رأس العين بالعاصمة الأردنية عمان العديد من الفعاليات والذي افتتح، بالعرض الفلسطيني "يا هما لا لا" حيث قدم ولاء سبيت عرضاً يمزج بين القصة الشعبية الفلسطينية والغناء الشعبي الجليلي، وأشرك جمهوره من خلال الغناء والتصفيق الإيقاعي في حكايته "يا حلالي يا مالي" وجاءت «يا هما لا لا»، عرضاً مسرحياً مونودراميا، برع السبيت في تجسيد حكايتها، وفق أداءات حوارات الشخوص الكثيرة التي قدمها، وهدفت المسرحية، التي بدأت أحداثها بموال للسبيت؛ يشكر أهل عمان على استضافته له، إلى تبيان أصل استخدام كلمات الأغنية الشعبية الشفاهية، في البناء السطحي للعرض (يا حلالي ويا مالي)، ومن جهة أخرى في إدانة معناها في البناء العميق، وقد برع السبيت في توظيف الحكاية، التي برزت كظلال وألوان وأصوات، تتناسل من الذاكرة الشعبية عن قصص تمرد الفلاحين في قرى حيفا على أحد الإقطاعيين المستبدين، إبان الفترة التركية في بلاد الشام. واستضاف المهرجان لأول مرة الحكواتية اللبنانية "سارة قصير" في عرض "حكايات شعبية من لبنان"، وتروي الحكاءة الفلسطينية "فداء عطايا" في عرضها "مختار أبو أذنين كبار" حكايات شعبية فلسطينية، ومن السويد شاركت ثلاثة عروض للحكي هي "حبل من الجنة" لماتس رينمان، "وماذا بعد.. حكايات عن الفجوة بين الماضي والمستقبل" لجوران هيمبرج، "حين تعرف عروس البحر اسمك" لأماندا جلانس. كما شاركت مصر في هذه الدورة من خلال الحكواتية "عارفة عبد الرسول" مستكملة مشروعها "عارفة وأخواتها"، كما قدم الكاتب والشاعر مؤمن المحمدي قراءات أدبية بعنوان "هواجس"، وشاركت الفرقة الغنائية الشابة "لايك جيلي". وتضمنت العروض المسرحية عرضاً مشتركاً بين فلسطين وبريطانيا بعنوان "سنسورد" للفنانة الفلسطينية نورا بكر وتايس منستيري، وقدم المخرج السوري المقيم في الأردن وائل قدور مع سعاد نوفل العرض المسرحي "شمس", وفي القراءات الأدبية قدمت ميس العرقسوسي "حكايا السفر" المؤسسة على أحداث حقيقية لشابات وشباب فلسطينيين واجهوا معاناة أثناء التنقل والسفر. كما قدمت مؤسسة طمي الأردنية في عرض "بقجة حكي" مثالاً لأساليب وطرق مختلفة في الحكي لا تقتصر على الكلام، بل تشمل أيضاً الموسيقى والصورة والفيلم، وفي تجربة متميزة قام الفنان مراد خواجة بمشاركة بلال سويسه بتقديم عرض تركيبي بعنوان "ستس يافا"، يشتمل على قصص جدته المحكية والمسجلة بصوتها ترافقها صور لمدينة يافا التي تهجس بها منذ غادرتها مجبرة عام 1948' كما تم عرض مجموعة أفلام قصيرة عن الحكي، أنجزها شباب وشابات من مخيم الطالبية ضمن مشروع توثيق الذاكرة الفلسطينية، تحت عنوان "هذه حكايتنا"، وتختتم عروض المهرجان بحفل غنائي لفرقة "لايك جيلي". جدير بالذكر أن حكايا هو برنامج عربي/ متوسطي يربط ما بين منظمات وأفراد ومجموعات مختلفة تؤمن بمركزية "القصة" في النمو الصحي للأفراد والمجتمعات، ليكون رافعاً ورافداً للحكاية أياً كان قالبها، وأداة للبحث في دواخلنا لضمان الاستفادة والاستقاء منها على أرضية من التجارب والعيش، وللحفاظ عليها وتوثيقها، ومن ثم إعادة إنتاجها فنياً وأدبياً. يعمل المشروع على نسج شبكة من الحكواتيين، تعطي أعضاءها فرصة التواصل والاتصال مع أفراد ومؤسسات وبرامج تعنى بالحكي في المنطقة العربية والعالم، ومع حكواتية يتشاطرون نفس الاهتمامات بحيث يحظى الأعضاء بالدعم والمؤازرة في رحلتهم السردية. كما أن العضوية تقوي من حركة المناصرة من أجل الاعتراف الأوسع بالحكي كفن أدائي متنوع وكعنصر مركزي في التعلم والفن والحياة.