تشهد ظاهرة التسول في المملكة العربية السعودية زيادة مستمرة وارتفاعاً مضطرداً خلال السنوات الأخيرة، وذلك بسبب تزايد المتسللين عبر الحدود، والتخلف بعد أداء الحج والعمرة، ولكن حذرت المملكة في الوقت نفسه من آثاره السلبية على النواحي الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، لذلك أطلق شباب المملكة هاشتاق جديد بعنوان "#التسول_بالسعودية" على موقع التدوين الصغير "تويتر" لتقديم أفضل الحلول والأفكار المقترحة لمتخذي القرار للمساهمة في إنهاء الظاهرة. وفي البداية، كتب "فلاح المليح" أن الأسباب الرئيسة للتسول تتمحور حول العوز الشديد، والبطالة، والظروف الأسرية، وتعاطف أفراد المجتمع مع حالة المتسول، وعدم وجود رادع قوي يمنع الظاهرة، إضافة إلى ضعف إمكانات حملات مكافحة التسول، وكثرة المتخلفين من العمالة الوافدة، ووجود عصابات تشرف عليه. وبين "طارق المالگي" أن هناك جزاءات رادعة تحد من ظاهرة التسول مثل الغرامات المالية والسجن، مع إجراء المزيد من الدّراسات العلمية حول الأُسر السعودية التي لا يكفيها الضمان الاجتماعي، الأمر الذي يضطرها إلى التسول. وشدد "سلطان السعيد" على أهمية تنبيه أئمة المساجد لمنع هذه الظاهرة وبيان خطورتها على المجتمع، وضرورة تطبيق نظام البصمة على غير السعوديين المُرحلين لبلدانهم بسبب التسول وعدم إدخالهم للمملكة لمدة خمسة سنوات، وكذلك تنظيم عملية جمع الزكاة والصدقات من خلال الجهات الخيرية. وأشار "فايز الكثيري" إلى أن صور التسول وأشكاله تزداد في مواسم الحج والعمرة وتنتشر أكثر في المناطق التي يرتادها الزائرون للأماكن المقدسة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، فضلاً عن استغلالهم أيضاً لشهر رمضان المبارك وزيادة نشاطهم. كما رأى "توفيق العبدلي" أن التسول يعد وسيلة غير مشروعة للتكسب وتفرز أفراداً من مختلف الفئات العمرية، يكونون عالة على المجتمع ويسهمون في ضعفه وهوانه وتقديم صورة سيئة له، وتنظر المملكة بعين العطف والرحمة عند تعاملها مع ذوي الحاجات، وبما يحقق التواد والتراحم والتكافل بكافة صوره وفق ما تدعو إليه رسالة الإسلام الخالدة. واعتقد "د.فهد العوني" أن التسول في الوقت الحالي تطور وأصبح لعصابات التسول مناطقها وأفرادها وأعضائها وهناك ميثاق وعرف يحترم عمل كل عصابة وقد يكون هناك أحياناً اختلاف فيما بينها. وكتب "ماجد المحيميد": الإشارات المرورية أصبحت مرتبطة بمتسول معين، وتكون الإشارة له وحده ولا يجاريه أي متسول آخر في الوقوف والتسول عندها، كما يتواجد المتسولون أمام المساجد والمحلات التجارية ومحطات الوقود والمطاعم، بل أن بعض العصابات وصل بها الأمر إلى استغلال قصور الأفراح بدفع الأطفال أو الشباب بين "المعازيم" للتسول. وقال "ياسر سليم الثبيتي": للظاهرة أثار اجتماعية واقتصادية وأمنية، فمن الضروري فتح إدارة لمكافحة التسول في المنطقة للقضاء على الظاهرة والحد منها، خاصة وأن المنطقة تشهد تدفقاً كثيفاً من قبل المتسولين.