في إطار مواصلة إدارة الرئيس الأمريكي مساعيها لتسويق خطتها لتوجيه ضربة عسكرية محدودة ضد سوريا، أوضحت ميشال دن، نائبة الرئيس ومديرة مركز الشرق الأوسط، أن الرئيس سيخاطب الشعب الأمريكي حول تداعيات توجيه الضربة العسكرية لسوريا وأسباب تغير موقف الولاياتالمتحدة حول العديد من الأمور في الشرق الأوسط، خاصة أنها لا ترغب في أن تقود العالم. وأوضحت أن التأييد الدولي والمحلي للضربة العسكرية الموجهة من قبل الرئيس الأمريكي ضد النظام السوري ضعيف للغاية وذلك بسبب الإحساس بأنه متردد في هذا القرار. كما بينت أن الرئيس الروسي يخشى من وجود إثبات حول استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية, مؤكدة أن الموقف الروسي من الضربة العسكرية الأمريكية ضد سوريا لن يؤثر على التصويت داخل الكونجرس. وأشارت إلى أنه من الممكن أن تظهر بعض الدلائل خلال الفترة القادمة حول استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية. من جانبه أشار الكاتب والأستاذ الجامعي عصام عبد الله إلى أن الرئيس الأمريكي قد يوضح للعالم أسباب إقدامه على توجيه ضربة عسكرية لسوريا بعد صمته لفترة طويلة من الزمن, خاصة أن الصراع العربي الإسرائيلي والأزمة النووية الإيرانية من أولويات القضايا بالنسبة لأوباما ثم تأتي بعدهما الأزمة السورية. وأوضح أن الرئيس الأمريكي سيلتزم بقرار الكونجرس الأمريكي حول الضربة العسكرية الموجهة ضد سوريا, مبينا أن كل دولة تتبع موقف معين من الأزمة السورية وذلك وفقاً لمصالحها بغض النظر عن التداعيات الخطيرة الناتجة عنها، مضيفا أن بشار الأسد لديه العديد من الحلفاء وأوراق الضغط مما قد يؤدي إلى استمرار الحرب لفترة أطول من الزمن، وهو ما سيخشي منه باراك أوباما. أما الكاتب والإعلامي ريتشارد مينيتز فقد أكد أن التصويت لصالح الضربة العسكرية ضد سوريا سيكون صعباً جداً في الكونجرس، خاصة أن هناك العديد من الأفراد من الحزب الجمهوري سيرفضون مشروع هذا القرار, لافتاً إلى أن هناك أعضاء أيضاً من الحزب الديمقراطي رافضون للحرب. وأشار إلى أن مجلس الأمن لن يوافق على الضربة العسكرية الأمريكية لسوريا بسبب معارضة كل من روسيا و الصين, موضحاً أن أوباما عليه أن يقنع الشعب الأمريكي بهذه الضربة العسكرية وأنها ستعمل على تحسين أوضاع الشعب السوري، موضحا أن النظام السوري عمل على تغيير مواقع الأهداف العسكرية المهمة وأماكن الأسلحة الكيماوية مما سيؤدي إلى تعريض حياة المدنيين السوريين للخطر, مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يحاول تسويق حرب جزئية بطريقة غير متحمسة، ولذلك فإنه لن يلقى قبولاً من المجتمع الدولي.