أكدت دراسة حديثة على أن البقاء لساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة "فيس بوك" قد يؤدي إلى النرجسية، والتي تنحصر في حب النفس، وتسبب اضطراب في الشخصية يجعلها مليئة بالغرور والتعالي والشعور بالأهمية ومحاولة الكسب ولو على حساب الآخرين. ولفتت الدراسة إلى أن "الاضطراب الاجتماعي" يعد من أبرز ملامح النرجسية للعينة التي تم وضعها تحت الفحص المكثف من مستخدمي "فيس بوك"، بالإضافة لقائمة أخرى من الأعراض تشمل الغرور والشعور بالتفوق واضطراب الشخصية. وشملت الدراسة مجموعة من الأعمار ما بين 16 إلى 65 عاماً، وأوصت في ختام تقريرها بأن تتم دراسة الأمر بصورة أعمق؛ لأن المستقبل _ وفق تقديرهم_ ليس مشجعاً تماماً، وأن الميول النرجسية لمستخدمي الشبكات الاجتماعية، والتي يمكن أن تعكس سلوكيات غير متحضرة بين البشر، تبدو الحقيقة الوحيدة المحتملة لمستقبل الشبكات الاجتماعية. وفي نفس الإطار، أكدت دراسة أخرى (هي الأولى من نوعها التي تطبق الطرق التحليلية للشبكة الاجتماعية من أجل معرفة مدى تأثير أنشطة المراهقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي على استهلاكهم للسجائر والكحوليات) على أن استخدام "فيس بوك" يمكن أن يجعل المراهقين أكثر ميلا إلى التدخين وتناول المشروبات الكحولية. وأشار الباحثون إلى أن المراهقين الذين يشاهدون أصدقاءهم يدخنون أو يتناولون الكحوليات في الصور التي يشاركها هؤلاء الأصدقاء على "فيس بوك"، لاسيما خلال مشاركتهم في حفلات صاخبة، يكونون أكثر عرضة للإقبال على التدخين وشرب الخمور. وأجرى فريق البحث استطلاعاً للرأي شمل أكثر من ألف و500 طالب في عمر 16 عاماً حول استخدامهم لشبكات التواصل الاجتماعي وعاداتهم فيما يتعلق بالتدخين أو تناول الكحوليات، وأظهرت نتائج الاستطلاع أن عدد ساعات التواصل مع الأصدقاء من خلال تلك الشبكات لا يرتبط كثيرا بهذا السلوك الخطر، غير أن كثرة رؤية صور الأصدقاء وهم يدخنون ارتبط بشكل كبير بكل من التدخين واستهلاك الخمور. وفي سياق متصل، وضمن أضرار "فيس بوك" على حياة المراهقين أيضاً والتي تتوالى الدراسات العلمية في إثباتها، أظهرت دراسة أخرى أن للموقع دوراً كبيراً في تقلب الحالة المزاجية لمستخدميه على نحو سيء، وأوضحت الدراسة التي قام بها باحثون في جامعة ميتشجان الأمريكية أن مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي يشعرون بالسوء تجاه أنفسهم وحياتهم بعد فترة من استخدامهم للموقع. وأكدت أن الموقع يسبب سوء الحالة المزاجية لمستخدميه بمختلف أنماط استخدامهم، سواء كانوا يملكون شبكة أصدقاء كبيرة للتواصل معها أو كانت مشاركات أصدقائهم حولهم إيجابية ومثيرة للتفاؤل. وأشارت الدراسة إلى أن العينة التي خضعت للدراسة من مستخدمي "فيس بوك" أوضحت تقلب مزاجهم على مدار اليوم وفقاً لاستخدامهم موقع التواصل الاجتماعي، فقد لمست تحولاً كبيراً في مشاعر العينة بعد أسبوعين من استخدامهم للموقع، حيث ازداد شعور الأشخاص المشاركين في العينة تجاه أنفسهم وحياتهم سوءً.