تواصلت أمس الجلسات العلمية للمؤتمر الرابع للأدباء السعوديين المنعقد بالمدينةالمنورة, حيث بدأت الجلسة الأولى بتقديم أربع أوراق استهلتها الباحثة أمل التميمي بورقة تحت عنوان " السيرة الذاتية الرقمية التفاعلية - نماذج سعودية - ". وهدفت الباحثة لتحقيق جملة أهداف من خلال مسح إحصائي للظاهرة بهدف التعرف على أكثر الفئات استخداما لهذا الشكل الفني الأدبي الجديد للسيرة الذاتية، ومعرفة الشكل الفني الإبداعي للسيرة التفاعلية، واستخلاص السيرة المشتركة لفن السيرة الذاتية التفاعلي. وعرضت عينة لهذا البحث من الصفحات الشخصية للأكاديميين السعوديين على مواقع الجامعات السعودية، والملفات الشخصية لمستخدمي الشبكات الالكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، واختارت عينة لبحثها من خلال المدونات الشخصية لعدة شخصيات سعودية, لتوصي بعدها بحث الأدباء السعوديين على توثيق سيرهم الذاتية بالمدونات الشخصية. وقدم الباحث عبد الغني باره ورقته التي جاءت تحت عنوان " الضيافة اللغوية وسؤال الغيرية في تأويلية ذات الاعتراف", موضحاً أن السعي في فهم الآخر ضرورة بوصفها الغاية إلى محادثة الآخرين ومحاولتهم الجدال والتفاهم بحيث لا يخرج الأمر عن أدب النقاش. فيما تناول الباحث محمد العباس في ورقته " الذات والنص في الفضاء السيبراني " واقع المغردين في مواقع التواصل الاجتماعي, لافتاً إلى ما يجب أن تضطلع به الجامعات في مستقبل الأيام من إقرار مناهج وجماليات النص الذي أسماه الباحث بالتكنوأدبي. وتنطلق ورقة العباس من رؤية تشخيصية لواقع المغردين في السعودية ومدى إدراكهم للسلوك الاتصالي، حيث تشير معظم الدراسات والإحصاءات إلى أن السعودية تأتي في مقدمة الدول التي تتعامل مع المواقع الاجتماعية التي تمثل الامتداد أو التطبيق العملي لآخر مبتكرات التقنية والاتصال. وترى منى شداد المالكي في ورقة بعنوان " ظلال التشكيل ومغامرة النص الجديد - فضة تتعلم الرسم للشاعر عبد الله الصيخان " أن الشعر الحديث أكثر قدرة على التعاطي مع الفنون المختلفة، ليس بسبب ما يمنحه التشكيل الموسيقي من حرية فقط ولكن لأن القصيدة الحديثة استثمار لتقنيات من الفنون بأنواعها المختلفة إذ يعتبر الفن التشكيلي والسينما والمسرح من روافد الشاعر الثقافية التي تسهم في خلق الصورة ورسم المشاهد وإنتاج نص إبداعي بكينونته الجديدة. وركزت في بحثها على قصيدة الشاعر عبدالله الصيخان " فضة تتعلم الرسم " والتي تظهر مدى الارتباط بين الصورة الشعرية من ناحية، واستخدام تقنية الرسم واللوحة المعبرة التي ترسمها فضة داخل النص في صناعة فضاء متسع المدى للرؤية الفنية التي يراها الشاعر للواقع العربي الذي يئن بمئات اللوحات الكئيبة. وشهدت الجلسة تفاعلاً بارزاً بين الحضور من خلال مداخلات العديد من المثقفين التي تراوحت بين الإشادة والانتقاد لما تم طرحه خلال الجلسة.