تساءلت الباحثة أمل التميمي عن دور التقنية الحاسوبية في تطور السير الذاتية للأدباء السعوديين والسمات الفنية للسيرة الذاتية التفاعلية في شكلها الحاسوبي الجديد، وعن نقاط الالتقاء مع نماذج السيرة الذاتية المكتوبة وما هي نقاط الاختلاف؟ وهدفت التميمي التي قدمت ورقة بعنوان «السيرة الذاتية الرقمية التفاعلية» ضمن فعاليات مؤتمر الأدباء السعوديين أمس وأدارها الناقد محمد الدبيسي تحقيق جملة أهداف من خلال مسح إحصائي للظاهرة، من أجل التعرف على أكثر الفئات استخداما لهذا الشكل الفني الأدبي الجديد للسيرة الذاتية، ومعرفة الشكل الفني الإبداعي للسيرة التفاعلية». وقال الباحث عبدالغني باره الذي قدم ورقة بعنوان: «الضيافة اللغوية وسؤال الغيرية في تأويلية ذات الاعتراف» إن السعي في فهم الآخر «ضرورة بوصفها الغاية إلى محادثة الآخرين ومحاولتهم الجدال والتفاهم بحيث لا يخرج الأمر عن أدب النقاش». وتناول الناقد محمد العباس في ورقته «الذات والنص في الفضاء السيبراني» واقع المغردين في مواقع التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى ما يجب أن تضطلع به الجامعات في مستقبل الأيام، «من إقرار مناهج وجماليات النص الذي سمّاه الباحث بالتكنوأدبي». انطلقت ورقة العباس من رؤية تشخيصية لواقع المغردين في السعودية، ومدى إدراكهم للسلوك الاتصالي بالمعنى الذي عناه نوربيرت فاينر لمستوجبات لفضاء السيبراني، إذ تشير معظم الدراسات والإحصاءات إلى أن السعودية تأتي في مقدم الدول التي تتعامل مع المواقع الاجتماعية التي تمثل الامتداد أو التطبيق العملي لآخر مبتكرات التقنية والاتصال». وأوضحت الباحثة منى المالكي، في ورقة بعنوان: «ظلال التشكيل ومغامرة النص الجديد - فضة تتعلم الرسم للشاعر عبدالله الصيخان» أن الشعر الحديث «أكثر قدرة على التعاطي مع الفنون المختلفة، ليس بسبب ما يمنحه التشكيل الموسيقي من حرية فقط، ولكن لأن القصيدة الحديثة استثمار لتقنيات من الفنون بأنواعها المختلفة، إذ يعتبر الفن التشكيلي والسينما والمسرح من روافد الشاعر الثقافية التي تسهم في خلق الصورة ورسم المشاهد وإنتاج نص إبداعي بكينونته الجديدة». وفي المداخلات تساءلت الدكتورة عائشة الدرمكي عن مصطلح التفاعلية في ورقة أمل التميمي، «إذ لم يتضح كيفية التفاعلية مع السير الذاتية، وبالنسبة إلى ورقة عبدالغني باره وجدت أنها آراء تنظيرية لفلاسفة»، مشيراً إلى أنه «لم يعرّف الضيافة اللغوية حيث لم يقدم لها أي أمثلة». في ما أثنى الدكتور زيد الفضيل على البعد المعرفي لمحمد العباس، مضيفاً أن استخدام التقنية «ليس دليل للتطور، لأن الأهم من استخدامها هو الوعي عند استخدامها». وقال الدكتور عبدالله الحيدري إن ورقة عبدالغني باره «بعيدة جداً عن عنوان الجلسة، ولم يتم فيها الربط بالأدب السعودي. وأثنت الدكتورة امتنان الصمادي على الورقة التي قدمها محمد العباس، مشيرة إلى أن «حالة التخلف ليست مقتصرة على السعوديين، ولكن التخلف حالة نعاني منها جميعاً لأننا مستهلكون إلى الآن».