واصل مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع جلساته أمس حيث بدأت الجلسة الأولى في الساعة العاشرة صباحا، و قدمت خلالها الباحثة أمل التميمي ورقة بعنوان "السيرة الذاتية الرقمية التفاعلية – نماذج سعودية –" عرضت فيها عينة من الصفحات الشخصية للأكاديميين السعوديين على مواقع الجامعات السعودية، والملفات الشخصية لمستخدمي الشبكات الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، واختارت عينة لبحثها من خلال المدونات الشخصية لكل من: الأميرة بسمة بنت سعود، د. سعد البازعي، د. سعد عبدالله الصويان، سهام العبودي، صالح السهيمي، عبدالله الغذامي، د. عبد الله الفيفي، محمد الحضيف، محمد حسن علوان، منيرة المبدل، وأوصت بحث الأدباء السعوديين على توثيق سيرهم الذاتية بالمدونات الشخصية وتولي الوزارة هذا المشروع الضخم حتى تنقل المعلومات التي تحويه إلى الأجيال اللاحقة. وفي الورقة الثانية قدم الباحث عبدالغني بارة ورقته تحت عنوان "الضيافة اللغوية وسؤال الغيرية في تأويلية ذات الاعتراف" قال فيها "هناك أيضا من يعتقد بأنّ الآخر هو رمز التحرّر والانعتاق من إسار الماضي، بل هو المصير المحتوم الذي لا فكاك للذات من الاستعانة به في سبيل تحقيق رقيها وبلوغ الكونية. وخلص إلى القول "هذا التصوّر الجديد يمنح الهوية حركةً وحيوية ويجعلها تتحوّل عمّا كانت عليه، طلبًا للتعدّد والاختلاف بدل الجمود والثبات. كلّ هذا يجعل الهوية تبتعد عن مفاهيم الانغلاق والتوحد والتكرار، وتلقي بها في تعدّد غير محدّد. فالاختلاف، ليس خطرًا يهدّد وحدة الذات أو تعارضًا يقضي على الهوية أو اللغة، بل هو تكثير للذات وإغناء لها". وتناول الباحث محمد العباس في ورقته "الذات والنص في الفضاء السيبراني" واقع المغردين في مواقع التواصل الاجتماعي لافتا إلى ما يجب أن تضطلع به الجامعات في مستقبل الأيام من إقرار مناهج وجماليات النص الذي أسماه الباحث ب"التكنوأدبي". حيث سلطت الورقة الضوء على تحول تويتر من فضاء للتوافق والتفاعل إلى جدار للفصل الطائفي والفئوي والعنصري والقبلي، من خلال قراءة تحليلية لجذور اللاعقلانية الضاربة في العمق الثقافي، وانخفاض منسوب الديموقراطية عند المغردين بصفتهم مثقفين، وعدم التأكيد على أهمية الدوافع الليبرالية، حيث تشكل هذه الأبعاد وغيرها ركائز الحضور والاستيعاب لعلم الاتصال العام من ناحية، ولجدلية إنتاج النص المتأتي من تلك الفضاءات الصادمة تقنيًّا، كما انكشفت حقيقة الوعي بها من خلال هذا الموقع التفاعلي التشاركي. وتناولت منى شداد المالكي "ظلال التشكيل ومغامرة النص الجديد – فضة تتعلم الرسم للشاعر عبدالله الصيخان" موضحة أن الشعر الحديث أكثر قدرة على التعاطي مع الفنون المختلفة، ليس بسبب ما يمنحه التشكيل الموسيقي من حرية فقط ولكن لأن القصيدة الحديثة استثمار لتقنيات من الفنون بأنواعها المختلفة إذ يعتبر الفن التشكيلي والسينما والمسرح من روافد الشاعر الثقافية التي تسهم في خلق الصورة ورسم المشاهد وإنتاج نص إبداعي بكينونته الجديدة. أما الجلسة الثانية فقدم خلالها د.عبدالرحمن المحسني ورقة بعنوان "اتجاهات الشعر السعودي على الفيس بوك دراسة وتطبيق على سيميائية الصورة والتصوير في قصيدة طيبة لعبدالله الصيخان"، حيث تناول حركة الأدب السعودي على "الفيس بوك" من خلال تناول اتجاهات النص الشعري على هذه التقنية في مدخل ومبحثين، يتناول أولهما اتجاهات النص الشعري على الفيس بوك، وقد بينت الدراسة أبرز هذه الاتجاهات الشعرية على الفيس بوك من خلال عرض بعضها ك(المواقع الشعرية لبعض الشعراء، ومواقع الأخبار الشعرية، والاختيارات الشعرية للشعراء، والتجريب الشعري...). وفي ورقة العمل الثانية تناول عبدالله الخثعمي "الأدب التفاعلي/الرقمي .. رؤية عربية ما بعد قصيدة النثر أنموذجًا "ذكر فيها أن الكثير من قضايا وإشكاليات الإبداع الرقمي في الكتابة الأدبية عند الغرب شكلت منجزاً غير معلن وبقيت لدى العرب دهشة حول طبيعة هذا المنجز وكيفية إبداع النص الرقمي وتلقيه والتفاعل معه. أما فرج الظفيري فقدم ورقة حول (قصص الأطفال الإلكترونية: اقتران الأدب بالتقنية) ضمت تصوُّراً عن قصص الأطفال الإلكترونية، وتحليل نماذج من قصص الأطفال الإلكترونية كما تطرَّق البحث إلى تحديد مفهوم قصص الأطفال الإلكترونية. بدوره قال هاني الصلوي في ورقته "لعنة الافتراض الرقمية بين إشكاليتي الورقية وهدم النظريات النقدية" إننا كعرب لا نزال متخلفين تقنيا ورقميا وتسيطر علينا القنوات الفضائية المعششة في أذهاننا كرقصة الموت الأخيرة". وفي مداخلات الجلسة قال د. محمود عمار: وجدت أن الحديث عن الآخر في هذه الجلسة يبدو دخيلا وكأنها امتداد لجلسات الأمس، وهذا يعطينا مفهوما جديدا في الأدب عن المفهوم الراسخ في أذهاننا إذا قبلنا ما يقال عن الصياغة الإلكترونية حول ما يكتبه الناس في الفيسبوك والتويتر".