أكدت العديد من الإحصائيات الحديثة على ارتفاع معدل الإصابة بمرض سرطان الكلى، حيث تصل إلى 200 حالة سنوياً بالمملكة، ويعد سن 50 عاماً المعدل العمري للمصابين بسرطان الكلى، في الوقت الذي تأتي منطقة مكةالمكرمة أولاً في معدلات الإصابة، تعقبها الرياض والشرقية ثالثاً. وسرطان الكلى هو ورم خبيث ينمو في نسيج الكلية، وينتشر بصفة عامة إلى الأجزاء الأخرى من الجسم بسرعة أكثر من السرطانات الأخرى، ومع ذلك فهو يصعب اكتشافه مبكراً؛ لأنه في العادة لا يسبب أعراضاً في مراحله المبكرة. وعادة لا يعيق الورم السرطاني الكلية عن أداء وظائفها إلا بعد أن يصل إلى حجم ضخم، ويبقى على قيد الحياة نسبة تتراوح بين 60%- 75% من المرضى الذين يعالجون في المراحل المبكرة من سرطان الكلية لمدة لا تقل عن 5 سنوات بعد العلاج. كما يشار إلى أن هناك العديد من الأعراض لهذا المرض، من أبرزها وجود دم في البول، وظهور كتلة في جوف البطن، فيما قد لا تظهر أي أعراض في المراحل الأولية من سرطان الكلى إلا بعد ازدياد حجم الورم السرطاني، وتشمل تلك الأعراض الأخرى المحتمل حدوثها: نقصان الوزن، الحمى وتورم الطرفين السفليين (أي الساقين). أما أسباب المرض فقد ترجع إلى التدخين والسمنة التي تشكل ما يقارب 20% نتيجة تأثيرها المباشر على الكلى، كما أن إصابة الرجال تمثل ضعف إصابة النساء بهذا المرض بالمملكة، حيث هناك أنواع من العلاجات تختلف حسب المرحلة المرضية للسرطان. وتزيد قابلية الإصابة بهذا النوع من سرطان الكلية، إذا ما كان أحد الأقارب قد أصيب بهذا النوع من الأورام، أو إذا كان الشخص يدخن السجائر، أو تعرض لمواد الأسبستوس أو الكادميوم أو الجازولين. ويؤكد الأطباء على أن المُهم بالنسبة لمرضى سرطان الكلى حصولهم على التشخيص الدقيق، وأن يتم تقييم عوامل الخطورة المحتملة قبل البدء بالعلاج، كما يتوجب وصف الأدوية التي تتناسب مع الإرشادات الدولية، والتي تم تطويرها بأسلوب منظم لمساعدة الأطباء حول العالم لتزويد مرضاهم بأفضل عناية ممكنة، فالاكتشاف المبكر للمرض قبل انتشاره يساعد بشكل كبير في السيطرة على المرض لكن للأسف هناك 60% من الحالات يكون فيها المرض منتشراً. كما أن هناك خيارات كثيرة متاحة لعلاج مرض سرطان خلايا الكلى، ويمكن إعطاء أكثر من نوع من العلاجات في الوقت نفسه اعتماداً على المرحلة المرضية للسرطان، فهناك جراحة الاستئصال الجذري للكلية، واستئصال الكلية بالمنظار، وإزالة الثانويات المنتشرة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الحيوي، والعلاج بالأدوية المستهدفة والموجهة، وهذا الأخير يعد بارقة أمل لهؤلاء المرضى، حيث أثبت فعاليته في علاج هذا النوع من السرطانات. وتعتبر الجراحة هي الخط الأول في علاج سرطان خلايا الكلى مع كثير من المرضى، ولها احتمالية الشفاء، إلا أن السرطان متوسط أو عالي الخطورة غالباً ما يعود بعد الجراحة (في 35 – 65% من الحالات)، وهذه الحقيقة محددة بالدراسة التي شملت 1671 مريضاً وجد لديهم إكلينيكيا سرطان خلايا الكلى من نوع «الخلية الواضحة»، وهو موضعي في جانب واحد من الجسم، وخضعوا لجراحة استئصال جذري للكلى. وقد حدث انتشار للمرض في الجسم في 479 مريضاً في خلال 1.3 سنة في المتوسط، وكان متوسط فترة البقاء بدون انتشار للورم 86.9% عند سنة واحدة، و77.8% عند 3 سنوات، و67.1% عند 10 سنوات.