أكد المحلل السياسي يحيي الأمير، أن السبب الرئيس لسقوط حكم الإخوان المسلمين هو فكر الجماعة وتركيبتها وشكلها، لافتاً إلى أن تلك الجماعات ليست صالحة للحكم في الدولة الحديثة، وعليها أن تظل جماعة إسلامية، وتتخلى عن السعي نحو السلطة. وذكر - في حوار لبرنامج بانوراما المذاع على قناة العربية - أن التجربة التركية تكاد تكون مختلفة عن التجربة المصرية؛ لأنها استوعبت الخطر، في حين لم تتمكن جماعة الإخوان في مصر من إدارة الدولة الحديثة، في الوقت الذي تحول فيه الرئيس المعزول محمد مرسي إلى مندوب لها, كما أثبتت جماعة الإخوان بعد ما حصل في مصر أنها لا تصلح إلا لإدارة جمعية خيرية. وأشار إلى تدهور مكانة مصر في المنطقة منذ تولي الإخوان زمام الأمور, بداية بقطع العلاقات السورية - المصرية, مضيفاً أن جماعة الإخوان كان عليها التخلي عن المرجعية الدينية للتعامل مع جميع أطياف المجتمع, موضحاً أن الشخصية الإخوانية ظلت مرسومة في ذهن المواطن المصري بصفتها الإخوانية المتدينة المظلومة التي تتعرض للاضطهاد، الأمر الذي ساعدها على الوصول للسلطة، ولكن في الواقع لم تكن شخصية الرئيس المعزول تلك الشخصية التي تحمل الكاريزما المؤثرة، مشيراً إلى أسباب وصول الإخوان إلى السلطة وقفز قيادات الإخوان إلى الصف الأول بعدما وصل مرسي للحكم, مشيراً إلى أن الجماعة تعاملت مع مصر على أنها غنيمة المنتصرين، وعلى أنها عزبة. ومن جانبه أكد الكاتب الصحفي هاني نسيرة أن جماعة الإخوان لا تزال تصر على سياسة العناد، مستدلاً على ذلك باستمرار مطالبة عصام العريان القيادي الإخواني بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، الأمر الذي يؤكد أن الجماعة لم تستوعب الدرس، والدليل على ذلك تصريحاتها المتضاربة. وأفاد بأنه على الجماعة أن تدرك أن مرسي أصبح من الماضي، وعليها تفعيل النقد الذاتي المسئول والعودة إلى دورها الديني الحضاري, مشيراً إلى أن الجماعة كانت تصر على عملية أخونة الدولة التي رفضها أغلب مستشاري الرئيس قبل عزله. وذكر أن جماعة الإخوان لم تف بوعودها لإنقاذ ثورة 25 يناير بعدما نجح مرسي، بسبب تنافسه أمام مرشح منسوب للنظام السابق, مشيراً إلى أخطاء الرئيس المعزول وخاصة عدم احترامه لأحكام القضاء، وعدم الالتزام بوعوده الانتخابية، وتصرفه حفاظ على مصالح الجماعة وليس الوطن.