الكتابة عن قامة ابداعية باسقة بحجم الأخ والصديق الشاعر عبدالله عبيان اليامي تستلزم رصدا دقيقا لتجربته الشعرية والصحفية الثرية لتكون في مستوى نجوميته ومكانته المرموقة مع صعوبة ذلك خاصة وانه ليس من السهولة بمكان ايفاءها ماتستحق من خلال كتابة متعجلة ومقتضبة كمحاولتي هذه. لقد بدأت معرفتي به قبل أكثر من عقدين من الزمن وتوطدت بعد حضوري وتغطيتي للامسية الشعرية التي اقامها في تلك الفترة منتدى الشعر الشعبي بجدة للشعراء : عبدالله حجاب بن نحيت ، عبدالله عبيان، محمد غازي الشيباني ، فيصل الصياد وماجد البيز والتي حظيت بمداخله للدكتور الناقد عبدالله المعطاني ابان عملي في عكاظ ومجلة النادي.وقد ادهشني حضوره في تلك الأمسية والتي تميزت بفرسانها وبحضورها الجماهيري الكبير حيث تعد النشاط الوحيد الذي يعتد به لذلك المنتدى الذي لم يكتب له النجاح والاستمرارية لفترة طويلة فيما بعد.ولاننا كنا ولانزال نقيم في مدينة واحدة فقد حرصت أن استضيفه في حوار صحفي يعتبر الأول في مسيرته برغم نجوميته من قبل على مستوى الخليج لتسليط الضوء على تجربته الشعرية الثرية حيث زارني في ( عكاظ ) ذات مساء فحاورته وتم نشر اللقاء فيما بعد في مجلة النادي إبان إشرافي على ملف الشعر فيها آنذاك. وبعد سنوات أسند إلى ( عبيان ) الاشراف على صفحة الشعر بجريدة الملاعب الرياضية ( نوارس) والتي استطاع خلالها أن يقدم صفحة أسبوعية جميلة ومختلفة ومميزة والتي قدم من خلالها كوكبة من الشعراء الجميلين ليستمر مشرفا عليها إلى ان وجهت له الدعوة فأنتقل إلى جريدة ( عكاظ ) كمشرف على صفحة الذاكرة الشعبية ليستمر كذلك إلى ان حجبت الصفحة وكلف بمهام صحفية أخرى أثبت خلالها كفاءته ومنح اكثر من ترقية وظيفية إلى ان وصل إلى مدير تحرير أول ومشرفا على القسم الثقافي والأعلام الجديد عمله الحالي. وفي اجتماع اعضاء مجلس إدارة مؤسسة عكاظ مؤخرا،أقر المجلس منح عدد من الزملاء هناك عضوية المؤسسة ومنهم الزميلان الشاعران:هاشم الجحدلي مساعد رئيس التحرير ومدير التحرير الأول : عبدالله عبيان تقديرا منه لتفانيهما في اعمالهما الصحفية والقيادية بالجريدة. اعود للحديث عن التجربة الشعرية للشاعر عبدالله عبيان والتي لم تتأثر بالعمل الصحفي ومتاعبه اليومية حيث شارك في النسخة الاولى من برنامج مسابقة شاعر المليون وكان مؤهلا لنيل اللقب لولا ماتعرض له من تحامل وظلم وعدم انصاف في تلك المشاركة أدت الى خروجة من المرحلة الأخيرة وعدم السماح له بالمنافسة على اللقب كما كان يستحق. كما تشرف في عدة أعوام بإلقاء القصيدة الرئيسية في احتفالات منطقة نجران سابقا ولاحقا والتي لعل ابرزها الحفل الذي أقيم على شرف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله في أول زيارة له بعد تقلده مقاليد الحكم في البلاد حيث تشرف خلالها الزميل عبدالله بالسلام على المليك وأثنى ايده الله على قصيدته.كما تشرف كذلك بإبداع العديد من القصائد الوطنية في مناسبات عدة كما أحيا عددا من الأماسي الشعرية محليا وخليجيا وعربيا كذلك. واسند له مهمة كتابة اوبريت افتتاح برج المملكة بالعاصمة الرياض.كماشارك في مسابقة ( شاعر الملك ) التي نظمتها قناة (المرقاب ) وتوج خلالها بالمركز الثالث فيما كان يستحق أي من المركزين الأول او الثاني الى ان عامل الحظ لم يدعم شاعريته الجميلة الجديرة بالحفاوة والتقدير. هذا غيض من فيض عن تجربة الشاعر عبدالله عبيان والذي سيغادرنا يوم الجمعة القادم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية مبتعثا من (عكاظ ) لدراسة اللغة الأنجليزية.نهنئ الزميلين: هاشم الجحدلي وعبدالله عبيان بعضوية مؤسسة عكاظ ونتمنى لهما التوفيق والسداد ولعبدالله عبيان نتمنى كذلك النجاح والتميز في دراسته وخلال مسيرته الشعرية الجميلة.