قد يبدو طريق الدائري الجنوبي الذي يربط غرب العاصمة الرياض بشرقها مزدحماً في بعض الأوقات , لكنه ومنذ إنطلاق مهلة خادم الحرمين الشريفين،حفظه الله، لتصحيح أوضاع العمالة المخالفة لأنظمة وقوانين وزارة العمل السعودية أصبح هذا الطريق مزدحماً طوال اليوم وذلك لقيام سفارة دولة بنغلاديش بإستئجار إستراحة خاصة على مقربة منه من أجل سرعة تصحيح أوضاع مواطنيها والإستفادة الكاملة من هذه المهلة. (البلاد) زارت في الأسبوع الماضي هذا الموقع المؤقت الذي أقامته السفارة من أجل الوقوف على خط سير تصحيح أوضاع العمالة البنغلاديشية والتعرف على ما تواجهه من عوائق منذ انطلاق هذه المهلة التي تمثل فرصة كبيرة من أجل كسب الرزق والعمل بشكل نظامي بداخل المملكة . وجدنا صعوبة في الدخول إلى المكاتب المؤقتة التي تصدر من خلالها سفارة دولة بنغلاديش جوازات السفر لمواطنيها المخالفين للأنظمة والذين تخلص معظمهم من جواز سفره السابق بعد وصوله إلى المملكة مباشرة ليعمل لحسابه الخاص أو كان جواز سفره في عهدة إدارة الجوازات السعودية بعد أن قام كفيله الذي إستقدمه أول مرة بتسليمه إليها بعد هروب مكفوله. تحدثت (البلاد) مع قنصل السفارة في الرياض والذي كان منهمكاً في التوقيع على كل جواز سفر جديد يتم إصداره , أصر على عدم الحديث مع الإعلام دون أن يوضح سبب ذلك , لكننا أخبرناه أننا لا نريد سوى بعض المعلومات التي تهم المتابع لمهلة خادم الحرمين،حفظه الله , سألناه عن عدد موظفي السفارة في مدينة الرياض الذين يشاركون في حملة تصحيح أوضاع عمالة بنغلاديش في المملكة وإخبرنا أن العدد القليل لموظفي السفارة أجبرهم على البحث عن متعاونين من الجنسية البنغلاديشية وأن عدد المشاركين من موظفي السفارة يبلغ ثلاثمائة موظف يصدرون أكثر من 6 آلاف جواز سفر بشكل يومي في مدينة الرياض فقط ! وأنهم يقومون بذلك منذ أسبوعين و حتى آخر يوم من المهلة بالتزامن مع ما تقوم به قنصلية دولة بنغلاديش في مدينة جدة , يضيف أيضاً أنهم أضطروا لإستئجار إستراحة خاصة في جنوب شرق العاصمة الرياض من أجل التعامل مع أعداد العمالة الكبيرة المخالفة لأنظمة المملكة الراغبة في إستغلال هذه المهلة لتصحيح أوضاعها ومن ثم العمل بشكل نظامي . (البلاد) قابلت عدداً من العمالة البنغلاديشية المخالفة والتي مضى على وجود بعضها في المملكة بشكل غير نظامي أكثر من 7 سنوات , ذكر أحدهم أنه هارب من كفيله في مدينة ساجر منذ 5 أعوام وأنه يعمل في مدينة الرياض برفقة 10 عمال من أبناء جلدته , يقول أنه تعلم الكثير من المهن بعد وصوله إلى المملكة وأنه بالفعل بات يملك مؤسسة مقاولات غير نظامية لديها شريحة عريضة من العملاء الذين وجدوا في سعر ما تقدمه من خدمات أقل بكثير مما تقدمه المؤسسات النظامية بداخل البلد , سألناه عن دخله الشهري لكنه رفض وأمام إصرارنا أخبرنا أنه يتجاوز 20 ألف ريال ! سألناه أيضاً عن طريقة إيصال ما يجنيه من مال إلى أهله في بنغلاديش ليخبرنا أن هذا لا يمثل أية مشكلة له فلديه الكثير من الأقارب والأصدقاء الذين يعملون بشكل نظامي وبإمكانهم تحويل أي مبلغ مالي يريد إيصاله إلى أهله هناك , أحد المواطنين كان متواجداً برفقة عدد من العمالة التي يكفلها , أخبرنا أن وزارة العمل تعرقل إنجاح هذه المهلة لإشتراط الأخيرة وجود موظف سعودي يحتاج لثلاثة أشهر ليظهر في نظام نطاقات وهو ما يعني عدم إستفادته من مهلة خادم الحرمين،حفظه الله, وأثبتت حملة الجوازات أن لدينا إرثاً كبيراً من المشاكل نتيجة تراكم أعداد العمالة المخالفة للأنظمة وهو شيء نحتاج معه لتكاتف جميع الوزارات الحكومية وعلى رأسها وزارة العمل حتى نكتب لمهلة خادم الحرمين،حفظه الله،النجاح.