للضوء لعنة عليك أن تولّيه ظهرك قبل أن يخبو شيئًا فشيئًا وتحترق بانطفائه ،والذي يعرف تاريخ الضوء لابُد أنّه لامس هذا من خلال مشاهداته لأصحاب الضوء، ولا بُد أنه أدرك أنّ عليه ترك دائرة الضوء في التوقيت المناسب مُخلّفا وراءه إرثًا للتاريخ كلمة الفصل فيه. هذه الحقيقة لا تخفى على ذي لُب ك "بدر بن عبدالمحسن" الذي قرر مؤخرًا اعتزال الإعلام أو المشاركة في الأمسيات ،والاكتفاء بكتابة الشعر...قرار اعتزاله يؤكد أنّ قناعته التي تؤمن ب يجوز للشاعر مالا يجوز لغيره_ وكانت قد أباحت له أن يكسر الوزن ليستقيم المعنى متى ما اضطر لذلك _ حرّمت عليه أن يبقى في دائرة الضوء إلى حين غمضة الضوء لأنه كما أسلفت يعرف حقيقة الضوء.. "مهندس الكلمة" أحد أهم روّاد الحداثة _إن لم يكن الأول _،ومؤسس مدرسة خاصة تجلّت فيها تضاريس موهبته التي طعّمها بالقراءة والاطلاع على تجارب الكثير من الأمم، وتظهر أهمية تجربته من خلال فتح الباب للتجديد وكان هذا متعذّرا ،مما جرّأ الشعراء على الخروج عن المألوف في "القصيدة المحكيّة" شكلًا ومضمونًا ،فكان له تلاميذا ساروا على نهجه إمّا من خلال أسلوبه في نقش شعوره على أجساد الحروف ،أو من خلال الاستقلال بمدرسة ونمط يُعرف ويخضع تحت سيادتهم، بالإضافة إلى أنّه ساهم بشكلٍ فعالٍ في نشر اللهجة الخليجيّة من خلال المطربين الذين تغنّوا بها وحملوها إلى شتى الأقطار العربية قبل مايعرف بالمسلسلات الخليجيّة. بعد كل هذا الجهد ليس من السهل على جماهير الشعر _حتى التي تؤمن بحقيقة الضوء _ تقبّل اعتزال ربيع الشعر الخليجي الذي ما فتئ قط في سبر أغوار المعاني، فكان معجما حقيقيا ضخما وطّد العلاقة بين المفردة والشعور _لكنها سنّة الحياة _ فشكرا لا تعرف الهرم ولا الذبول على كل هذا المجهود . المزهرية لاانتي وردة .. ولا قلبي مزهرية من خزف صدفه وحده جمعتنّا .. شوفي وشلون الصدف التقينا بمدينه .. وفرقتنا الف ميناء اغفري للريح .. والموج .. والسفينة كانت الرحلة حزينة .. للاسف كنت احلم لما ناديتك بسافر مع عيونك في شعاع الفجر باكر والله اعلم اني صادق كنت احلم اني عاشق لا اخاف ولا اضيع .. ولا افارق ويش اقول غير اني اسف ويش اقول انا خانتني العواصف والفصول