التعلم من تجارب الآخرين فيه فائدة كبيرة فهو إما أن يعطيك معرفة جديدة ويفتح لك أبواباً مغلقة أو أنه يؤكد أن ما تقوم به يسير في الطريق الصحيح. لذلك أنشأ شباب المملكة هشتاق جديد بعنوان "ماذا_تعلمت_من_الشعوب_الأخرى" لمعرفة الكيفية التي يستطيع الفرد بها الاستفادة من تجارب الآخرين. ففي البداية شدد "عبد الرحمن الرقيبة" على ضرورة الاستماع إلى تجارب الآخرين قبل الإقدام على أيّ شيء، فهو يعمل بالمثل السائد "اسأل مجرب ولا تسأل طبيب". وبيّن "عبد العزيز الجلعود" أنّ أي قرار هو عبارة عن عملية ناتجة من خبرات شخصية، وهما مرتبطان ارتباطاً وثيقاً، أمّا مسألة الندم على اتخاذ قرار في حال الإخفاق فهي نسبية، فالتعلم عملية تبنى على الصواب والخطأ، مشيرا إلى أنّ الفشل ذريعة وطريق للنجاح، لأنّ "الحكمة ضالة المؤمن. وأكدت "بشاير عبد العزيز" أن هناك شخصيات تمر بالإنسان في مراحل مختلفة من حياته يتوقف عندها ويبهره وهجها، ويسعى إلى أن يكون مثلها، ولكن هنا تكمن الخطورة فاستنساخ التجارب كما هي بكل تفاصيلها غالباً لا يحالف صاحبه التوفيق، حتى وإن حقق نجاحاً وقتيا. وقال "RaaD ALShehri" أن المعرفة نتاج خبرات تراكمية، موضحا أنّ الإنسان أو المجتمع الناجح هو الذي يبدأ من حيث انتهى الآخرون، مستفيداً من تجاربهم الإيجابية والسلبية. ونوّه "Mansoour AL-AQeel" إلى أنه قد يكون لدى الإنسان صاحب التجربة الناجحة الأدوات والإمكانات والقدرات التي حققت له التميز، وكذلك البيئة أو المحيط الذي ساعده على التفوق، بينما الشخص الذي يريد أو يرغب في أن يلبس قناع تلك التجربة وتكرارها لا يمتلك تلك الأدوات مع تميزه في جوانب أخرى. كما بيّن "نايف العصيمي" أن المجتمع الذي يحاول استنساخ التجارب الناجحة لدى مجتمعات أخرى دون أن يخضعها لخصوصيته وظروفه ومعتقداته وإمكاناته ربما تتوه خطاه، وتتحول التجربة الناجحة لتكون أداة هَدم عنده. وأوضح "Saud ALQahtani" أن الانصهار في تجارب الآخرين واستنساخها وتطبيقها حرفياً مغامرة غير مأمونة النتائج، مبيناً أنّ السقوط سيكون مدوياً سواءً في القرارات الاجتماعية البحتة، كالزواج أو التجارية التي تستدعي المغامرة بكل ما يملكه الشخص بناءً على نجاح فلان أو علان، دون تقارب في المناخ الفكري والثقافي والاقتصادي وأشار " عبد اللطيف القرين" إلى أن تقليد الغير ظاهرة غير صحية حيث أن الإنسان يلغي شخصيته وكيانه. كما رأت "Wala'a Al-Dajani" أنّ العاقل يجب ألاّ يكون إمّعة أي لا يمتلك قراراً أو فكراً مستقلاً يتماهى مع خبرات غيره بانتقائية وحرفية عالية مستشهداً بالمثل " تقليد الأعمى يضر". بينما تعتقد " aisha adel" أن استقلالية القرار لا يعني البدء من الصفر ولا يمنع الإفادة من التجارب، كون الحياة قصيرة جداً وليس فيها وقت كاف لتكرار الأخطاء، ولكن التجربة يجب أن تخضع للتقييم والتدقيق العقلاني، بالإضافة إلى استشارة المختصين للوصول إلى القرار الناضج الجاهز للتطبيق.