قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ د. علي محي الدين القره داغي: يظن كثير من الناس أن الإسلام العظيم يُكتفى فيه بالإيمان والإسلام، ولكن الحقيقة أن الإسلام لا يُكتفى فيه بهذين الأمرين. فأمتنا الإسلامية التي يريد الله سبحانه وتعالى أن تكون قدوة للناس أجمعين في أمور الدنيا والدين، لابد أن تتخطى ذلك، لهذا اشترط رسولنا صلى الله عليه وسلم شرطا آخر، وركنا آخر من أركان هذا الدين، غفل عنه الكثيرون، ولم يهتم به إلا قلة قليلة، وهذا الركن الثالث هو الإحسان. وقال داغي إن الإحسان في اللغة العربية يطلق على خمسة معان أساسية، كلها مطلوبة في هذه الكلمة، ولن تتحقق مفاهيم هذه الكلمة إلا إذا وجدت هذه المعاني بالتمام والكمال. فالمعنى الأول للإحسان أن يكون الإنسان محسنا، أي أن يفعل الخير، وأن يفعل ما ينفع الناس، والمعنى الثاني الذي يكمل هذا المعنى وهو درء الضرر، ودرء المفاسد والشرور عن نفسك وغيرك، والمعنى الثالث لهذا الإحسان، الذي هو قمة الإسلام، وبدون هذه المرحلة لن نصل إلى القمة التي يريدها الله سبحانه وتعالى، ويريدها الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة، هو الإتقان أي أن الإنسان المسلم يجب أن يكون متقنا في عمله, والمعنى الرابع هو الإبداع أي أنك تقوم بعمل أفضل ما لديك، وتحاول أن تبدع في ذلك، وتصل إلى القمة، وهذه القمة تتغير يوما بعد يوم، وفي كثير من الآيات فرض الله تعالى على أفراد هذه الأمة من المسلمين أقلية كانوا أو أكثرية مع المسلمين أو غير مسلمين أن يبذلوا كل جهدهم للإبداع، حتى يتمكن من إعمار الأرض, والمعنى الخامس للإحسان هو الرحمة، لأن القرآن استخدم الإحسان بمعنى الرحمة وربط بين الرحمة وبين التمكين. صفحة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين