يقول الشاعر الشعبي : ( حنّا بلانا من وكالة يقولون ... اللي عقب ساعه يبيّن خبرها ) .. ( يجيك واحدهم تقل راس مجنون .. يشرح لك القصة وهو ماحضرها ) .. والواقع أن ( وكالة يقولون ) تعد من أشهر وكالات النميمة والدجل ومخادعة الناس , والمضحك المبكي أن مراسليها بدون عدد – من كثرتهم – وهم من صفاقتهم من أنشط وأسرع الناس الذين يروجون لوكالتهم البائسة هذه . وفي هذا السياق تقول مديرة مكتب الإشراف النسائي بمنطقة مكةالمكرمة سابقاً والمستشارة الاجتماعية الأستاذة ( نورة آل الشيخ ) إن الإشاعة ظاهرة من الظواهر الاجتماعية السلبية في ظل تهديدها لبنية إي مجتمع وتماسكه. وذكرت آل الشيخ أن التقدم الذي طرأ في حقل العلوم الإنسانية وفي عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصال ووسائل الإعلام من خلال اختلاق أو فبركة الإخبار أو الأحداث أو المواقف غير الحقيقية المتعلقة بأشخاص أو مجتمعات أو مؤسسات تحظى باهتمام الرأي العام ، وتقديمها للناس على أنها حقائق واقعة بدون تقديم دلائل أو براهين تثبت صحتها أو تؤكد صدقيتها. وشددت الأستاذة آل الشيخ على أن من الضروري التصدي لهذه الآفة الاجتماعية الخطيرة ومواجهتها بشتى الوسائل والطرق، بهدف تحقيق مناعة وطنية لتفويت الفرصة على المغرضين في إيجاد أية ثغرة في جدار المجتمع يمكن أن ينفذوا منها، ولغايات تحصين الرأي العام من خطر الإشاعة , وذكرت آل الشيخ أن الضرورة تقتضي ترسيخ مفاهيم الانتماء الوطني والغيرة الوطنية لدى أبناء المجتمع الواحد وتعميقها وتضمينها المناهج التعليمية والممارسات الوظيفية ، لتنمية الحس الأمني عند المواطن ضد هذا الخطر من خلال التنشئة والتربية الوطنية وغرس الولاء الوطني في نفوس الناشئة، وبالتالي تنمو فيه الرغبة في أن يكون مواطناً صالحاً. وأكدت المستشارة الاجتماعية نورة آل الشيخ أن النظام التربوي له وظيفة مهمة وحيوية في إيجاد حالة من التجانس في المجتمع من خلال ما يقوم به من نقل معايير وقيم مجتمعية من جيل إلى آخر. ومن خلال العملية التربوية فإن أفراد المجتمع يتشربون القيم الاجتماعية الإيجابية التي تغرس في نفوسهم قيم الانتماء الوطني ومشاعر الوحدة الوطنية التي تخلق التماثل الاجتماعي الضروري للمحافظة على بقاء الأمن والاستقرار في المجتمع . فالتربية قوة ضابطة لسلوكيات الأفراد، إذ يتخذها المجتمع أداة لضمان استمراره والحفاظ على مقوماته الثقافية وتحقيق تكيف الفرد مع بيئته الاجتماعية.. ومن جانبها قالت الأستاذة (نور بنت سعيد باقادر ) مساعدة المدير العام للتربية والتعليم بمحافظة جدة للشؤون التعليمية (بنات) : تعد الاشاعة من آفات العصر , ولا فرق بين الإشاعة السارة أو الضارة في ذلك , لما تسببه من اشغال للناس , وتبادل للمعلومات المغلوطة،غير الحقيقية , التي قد تزيد وتنقص وفق قدرة المروج لها على الحبكة والمهارة في سرد الخبر . وأضافت الأستاذة باقادر تقول :والواقع أن خطرها كبير على الصعيدين الخاص والعام , خاصة إذا ما تعرضت الاشاعة لسمعة أو عرض أشخاص وانتهاك لخصوصيتهم , إضافة إلى ما قد يتسبب عنها من فتن وقلاقل , وإحداث فوضى ومشكلات على المستويين المحلي والدولي وقد تكون مدمرة . وختمت الأستاذة باقادر بالقول : ويمكن لنا أن نواجه الشائعات بعدم السماح بنشرها أو تداولها , وكذلك التعريف بخطرها والآثار المترتبة عليها , وأيضاً بتوضيح حكمها من الناحية الدينية .