أكد معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ على قيمة الحوار في تعزيز الوحدة الوطنية مبيناً قيم الوحدة الوطنية باعتبارها ركيزة من ركائز مقومات الوطن وتطوره وتقدمه، ودليل على تلاحم الشعب مع قيادته فالوحدة الوطنية هي الشعار الذي يجب أن يرفعه الجميع دون استثناء، وهو الهدف الرئيسي الذي تتجمع من خلاله كافة الفئات والشرائح الاجتماعية . وأوضح آل الشيخ في كلمته التي ألقاها نيابة عنه نائب رئيس مجلس الشورى معالي الدكتور بندر بن محمد حجار في افتتاح جلسات اليوم الأخير من ملتقى المدربين المعتمدين لنشر ثقافة الحوار بعنوان (أثر الحوار في تعزيز الوحدة الوطنية) أن على مؤسسات المجتمع المدني أن تعمل على تضافر الجهود والتنسيق فيما بينها على تعميق مفهوم المواطنة وتفعيلها على المستوى العملي بين شرائح المجتمع من خلال برامج مدروسة تهدف إلى تقوية اللحمة الوطنية وسد كافة القنوات التي تسعى إلى إضعافها . وتناول آل الشيخ في كلمته مفهوم الانتماء، والمواطنة في الشريعة الإسلامية، ثم ركز على مفهوم الحوار ودوره في عملية الاتفاق وتصحيح الأفكار الخاطئة، خاصة حين يهدف إلى” حل جميع القضايا بشكل عادل. وقال: الحوار علاقة تفاعلية من الطرفين، ومن المهم أن يتحاور أعضاء المجتمع ويتناقشون بهدف الترابط الفكري والتكيف الوطني مع ظروف المجتمع. وبين آل الشيخ وجود الحوار في الكتاب والسنة مشيراً إلى الدور الرائد لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله- الذي أطلق الحوار الوطني وحوار أتباع الأديان والثقافات. وطالب في نهاية كلمته بتنمية ثقافة الحوار على اعتبار أنه يشكل قيمة حضارية وإنسانية من الضروري أن يمارسها الفرد والمجتمع على حد سواء لتحقيق الاستفادة من إيجابيات الحوار المتعددة. بعد ذلك فتح باب النقاش حيث أوضح نائب رئيس مجلس الشورى معالي الدكتور بندر بن محمد حجار أن مجلس الشورى يقوم على الحوار من خلال جلساته التي تناقش مختلف القضايا الوطنية مبيناً أن المملكة هي أول دولة عربية تهتم بالحوار على المستويين الشعبي والرسمي. وأكد الحجار أن مجلس الشورى يتواصل مع جميع شرائح المجتمع السعودي من خلال موقعه الالكتروني، أو من خلال الكتابة إلى المجلس، وأن جلسات مجلس الشورى مفتوحة لأي مواطن يرغب في الحضور ومرحب به في أي وقت من خلال التنسيق مع العلاقات العامة بالمجلس، للاستماع لما يدور في هذه الجلسات مشيراً إلى أن المجلس ناقش قضايا مهمة تهم الناس والمواطنين، فالمجلس ليس بعيدا عن قضايا المجتمع. ولفت الحجار إلى أن مجلس الشورى به 12 مستشارة غير متفرغة، وأن الفرصة متاحة لكل بنات الوطن ليعملن مستشارات بمجلس الشورى ، حيث يحدث تجديد دائم في هذا المجال. وأفاد الحجار بأن صدور نظام الجمعيات الأهلية قريبا سيتيح الفرصة للمواطنين لإنشاء جمعيات تعمل في مجالات مختلفة للطفل أو للمرأة وهذا سيساهم في تقاسم الأدوار ونشر ثقافة الحوار. بعد ذلك بدأت الجلسة الثانية بعنوان (الأدوار التكاملية بين وزارة التربية والتعليم والجامعات تجاه نشر ثقافة الحوار) ألقاها كل من مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن سمو الأميرة الجوهرة بنت فهد آل سعود، ومعالي نائبة وزير التربية والتعليم “ بنات” الأستاذة نورة بنت عبدالله الفايز وأدارها نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فهد بن سلطان السلطان. وفي البداية تناولت سمو الأميرة الجوهرة دور الجامعة في نشر ثقافة الحوار وذكرت أن الجامعة قامت بتدريب مجموعة من الكفاءات الأكاديمية على الحوار بالتعاون مع المركز أو بعقد دورات تدريبية خاصة، حيث يوجد بالجامعة (23) عضو هيئة تدريس درب على ثقافة الحوار. وأكدت سمو الأميرة الجوهرة أن الجامعة قامت بتفعيل الحوار ، على مستوى الكفاءات وقالت: إنه لابد أن يكون هناك قدوة لجميع منسوبي ومنسوبات الجامعة في هذا المجال، وقد استهدف التدريب على الحوار أولاً الأمهات والشابات المقبلات على الزواج، وأعطينا دورات خاصة في الحوار. واختتمت سموها بالتأكيد على أن جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن تتبنى فكرة إنشاء “ كرسي الملك عبدالله للحوار” ، كما أن الجامعة تعيد تقييم ما عملته خلال السنوات الماضية، وتعمل على تطوير البرامج والتخصصات التي يحتاج إليها المجتمع والتركيز على دبلوم” التربية” لتخريج معلمات مؤهلات على مستوى عال. بعد ذلك ألقت معالي نائبة وزير التربية والتعليم “ بنات” الأستاذة نورة بنت عبدالله الفايز كلمتها قدمت خلالها الشكر لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ومسؤولية على جهوده في نشر ثقافة الحوار مؤكدةً على تعاون الوزارة مع المركز ودعمه في أي مجال وفي أي وقت حيث أن الحوار من وسائل الاتصال الفعال وأن آداب الحوار كثيرة. و أشارت إلى أن ثقافة الحوار غير قاصرة على فئة عمرية معينة بل يشارك فيها الجميع، وقد تبنى المركز نشر ثقافة الحوار من خلال عدة برامج وفعاليات متنوعة. وقالت: إن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وقع مذكرة تفاهم مع وزارة التربية والتعليم عام 1428ه لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد، مشيرةً إلى أن بعض بنود مذكرة التفاهم تقتضي التعاون بين المركز والوزارة لنشر ثقافة الحوار، ونشر قيم الوسطية والاعتدال في المجتمع السعودي وإنشاء قواعد معلومات حول ثقافة الحوار.