مما لا شك فيه أن تناول الشباب طعامهم في جو أسري له فوائد جمة، وبذلك تبني الأجسام القوية وتزيد اللحمة بين أفراد الأسرة وتقل معدلات الاكتئاب. ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة كولومبيا مؤخراً حول تصرفات المراهقين، تبين أن الشباب الذين يشاركون بانتظام في وجبات العشاء العائلية، تقل نسبة تعاطي المخدرات والكحوليات مقارنة بأولئك الذين لا يشاركون في وجبات العشاء العائلية. وقد حدد الباحثون المعايير التي تم الاستناد إليها للتعريف بمفهوم المشاركة الكثيرة في وجبات العشاء العائلية، ب 5-7 وجبات عشاء عائلية في الأسبوع، في حين تم تحديد المشاركة القليلة في وجبات العشاء بأقل من ثلاث مرات أسبوعياً. وكشفت النتائج أيضاً أنه حال بلوغ الشاب سن 21 عاماً من عمره دون شرب الكحول، أو تعاطي المخدرات، فإن فرصة القيام بذلك في المستقبل أو حدوث إدمان تكون نادرة جداً. على نحو متصل تبين أن الأطفال الذين يتناولون الطعام مع أسرهم أكثر صحة وأقل عرضة للبدانة، وهو ما من شأنه تحسين عادات الأطفال الغذائية، حتى لو حدث ذلك الأمر مرة أو مرتين في الأسبوع، ومن المستحسن أن يتناول الأطفال خمس حصص يومياً من الفاكهة والخضروات أي ما يوازي 400 جرام. من ناحية أخرى شدد خبراء الصحة النفسية على أن تناول الطعام برفقة الأصدقاء أو العائلة، يزيد من شعور الشخص بالسعادة، كما يدفعه إلى الالتزام بتناول الأغذية الصحية، ونوه الخبراء الى أن الاستمتاع بالطعام مع العائلة أو الأصدقاء يقدم فوائد عدة للإنسان، كونه يمكّن الأشخاص من التواصل الإنساني وجهاً لوجه، ويقود أيضاً إلى اختيار الأطعمة التي تحتوي على كمية صحية من السعرات الحرارية. فضلاً عن أن الأطفال الذين يتناولون العشاء مع عائلاتهم كانوا أكثر تناولاً للخضراوات والفاكهة، وأقل استهلاكاً للمياه الغازية. فيما حذر أخصائيو النفس والاجتماع من خطورة فترة المراهقة خاصة ما يتعلق منها بمسألة التوجيه والإرشاد، وما يصاحب هذه المرحلة من قابلية الانجراف لتقليد الكبار وتجربة التدخين وحتى الانغماس في مستنقع الإدمان، مؤكدين ضرورة الاهتمام بأسلوب التعامل التربوي الذي يُفضي إلى استقرار أحوالهم من جهة وتحقيق هذا الهدف الأسمى من خلال الرقابة والمتابعة بالطرق والوسائل التي تستوعب اندفاعاتهم السلوكية وتوجيه طاقاتهم إلى المنحى الإيجابي من جهة أخرى، خاصة بعد انتشار ظاهرة تدخين الفتيات للشيشة والسجائر في الآونة الأخيرة. في سياق متصل، أشارت إحصاءات وزارة الصحة السعودية إلى أن نسبة المدخنات في المملكة بلغت 6 % من إجمالي عدد المدخنين، وتكافح جمعيات خيرية عدة هذه الآفة بقصد القضاء عليها، غير أن ضغوط الحياة المتسارعة جعلت الشريحة تتسع لتطال الفتيات الصغيرات، والتي يؤكد المتخصصون أنهن أكثر عرضة من غيرهن للوقوع فريسة في براثن الإدمان، ورصد هؤلاء أن الفئة العمرية التي تقبل على التدخين عادة ما تتراوح بين 17 و21 سنة عند الفتيات.