تصوير: خالد الرشيد ومحمد الأهدل وسامي الرزمي .. اختتم منتدى جدة التجاري جلسات اليوم الثاني الثلاث بمناقشة الوساطة كحل بديل للمنازعات وأدار الجلسة الدكتور محمد آل طالب القحطاني أستاذ القانون الإداري والدستوري المساعد بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز، حيث تحدثت الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة رئيسة مجلس الأمناء بغرفة البحرين عن الوساطة من منظور الثقافة فقالت : أصبحت الوساطة وسيلة من الوسائل البديلة لتسوية المنازعات ولاقت انتشاراً واسعاً في عدد من الدول المتقدمة وما زالت في مرحلة التعريف بها في منطقتنا العربية. وتشترك الوساطة كوسيلة بديلة لتسوية المنازعات مع التحكيم في الأسباب التي دعت للجوء إليها ومنها: بطء إجراءات التقاضي أمام القضاء العادي، وتحاشي مبدأ علانية المحاكمات في حين تمتاز الوساطة عن القضاء العادي أو التحكيم بالحفاظ على العلاقات الودية، وتفادي القضاء العادي والتحكيم لعدم ضمان مخرجات الحكم النهائي، وتفادي الرسوم القضائية وأتعاب المحكمين الباهضة، ويلتزم القضاء العادي والتحكيم بتطبيق القانون، في حين أن الوساطة تطبيق لما تم الاتفاق عليه رضائياً. وفي ختام كلمتها وجهت ببعض التوصيات من أجل أن تأخذ الوساطة دورا في حل الخلافات يتعين أن يقتنع بها الأفراد، ولكن من السابق لآوانه الحكم الآن على مدى تقبل مجتمعنا العربي لمفهوم الوساطة وعلى الأخص في نطاق العلاقات التجارية، فالوساطة بحاجة إلى ترويج إعلامي قانوني تأهيل أشخاص يتمتعون بالسمعة الطيبة وبمعرفة إدارة الحوار ولديهم الخلفية القانونية، وتدخل المشرع لتنظيم أحكام الوساطة بموجب قانون يترتب على ذلك إضفاء الشرعية على إجراءات الوساطة ووضع معالم الطريق للوسطاء والأطراف. وناقش أحمد عبدالعزيز الحمدان رئيس مجموعة المستشار أحمد بن عبد العزيز الحمدان للتنمية والاستشارات في المحور الثاني أثر الوساطة في جذب وتنمية الاستثمارات، موضحا ما يحتاجه المستثمرون من مناخ وبيئة جاذبة للاستقطاب وتحقيق الأمن القانوني والقضائي بما يساهم ايجابيا، فالمستثمر سواء كان وطنياً أو أجنبياً ومهما كانت المبادرات التشجيعية المنصوص عليها في التشريعات والأنظمة فان هذا المستثمر قد لا يغامر إلا إذا تحقق من وجود قضاء مستقل وفعال، وكذلك من وجود وسائط تحكيمية وتوفيقية بديلة تعمل على فض المنازعات التجارية بما يتفق مع تطلعات كافة الإطراف الاستثمارية المتنازعة على حد سواء. وبالتالي فإذا حدث نزاع بشأن المعاملات التجارية التي تجري بين المستثمرين مع بعضهم البعض أو فيما بينهم والمستثمرين الدوليين فيجب أن تكون هناك آليات قانونية تضمن حماية الحقوق وتحل النزاعات التي تنشأ بين المستثمرين. وأكد الحمدان على ضرورة استفادة الكفاءات السعودية في مجال فض النزاعات التجارية من الخبرات العالمية الكبيرة في هذا المجال، مع التأكيد على أهمية أن تركز آليات تسوية المنازعات التجارية على مبادئ القوانين السعودية وان تتوافق مع المعايير العالمية في تسوية النزاعات التجارية والاقتصادية، وأهمية أن يواكب النظام القضائي المتغيرات العالمية في إيجاد الحلول المناسبة والسريعة والعملية للنزاعات التجارية بين المستثمرين وذلك لتظل المملكة بيئة جاذبه للاستثمارات، وما يعزز ثقة المستثمرين بقوة القضاء السعودي وأدواته المساعدة من تحكيم تجاري ووساطة اتفاقية بمكانة المملكة الاقتصادية. وفي المحور الثالث للجلسة تحدث الدكتورطارق آل إبراهيم المحامي والمستشار القانوني عن دور الوساطة في حل المنازعات التجارية قبل وأثناء وبعد التقاضي مستعرضا الإيجابيات والسلبيات، ومن إيجابياتها أن النزاع ما زال في بدايته، فلم تتوارث فيه صولات الأحقاد التي قد تظهر نتيجة إنعقاد الخصومة ومفردات المرافعة والمدافعة، فما زال الخلاف والنزاع طفلاً صغيراً قد يكون التعامل معه ممكناً إذا أحسنا التعامل معه. أما العائق السلبي الذي تحدث عنه الدكتور آل إبراهيم فهو أن النزاع ما زال في بدايته، فكلا الأطراف مشحون نفسياً وما زالوا لم يجربوا مرارة التقاضي وطول فترته لا سيما وإذا كان الأطراف لا خبرة لديهم في التقاضي ومدده وما يظهر منه، فيتوقع كل طرف نتيجة حالته النفسية أن الأمر سرعان ما يفّتر عن ما يحقق مصالحه، ولكن طول الفترة وتخاذل الشهود وضعف البيانات وملابسات القضايا تفّتر العزم وتذهب الحماس وتظهر شمس العقل التي كانت محجوبة بغيوم العاطفة. وأوصى بأن تفعل من خلال مراكز التحكيم إدارات خاصة بالوساطة تختص بالوساطة التخصصية لزيادة عوامل نجاحها، وزيادة التوعية حول الوساطة سواء من خلال الجهات القضائية أو من خلال المحافل والمنتديات ومن خلال وسائل الإعلام، وإدراج شرطة الوساطة كمرحلة في تسوية المنازعات. ويختتم منتدى جدة التجاري 2013 اليوم فعالياته بجلسة عن تنافسية الموانئ السعودية ولوجستيات النقل ويتحدث فيها الدكتورة عبلة عبد الحميد بخاري أستاذ مساعد اقتصاديات تكنولوجيا النقل البحري بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز عن دور اللوجستيات في تعزيز القدرة التنافسية للموانئ، وفي المحور الثاني يتحدث الدكتور عبدالله بن محمد الخنيفر نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات KFB القابضة عن دور الصادرات والتجارة الدولية في تفعيل وزيادة تنافسية الموانئ السعودية، والمحور الثالث الذي يناقش لاتجارة السعودية وتحديات لوجستيات الموانئ يناقشه الأستاذ عامر عبدالله زينل على رضا الرئيس التنفيذي لشركة محطة بوابة البحر الأحمر، والمحور الرابع يتحدث فيه معالي المهندس عبدالعزيز محمد التويجري رئيس المؤسسة العامة للموانئ عن دور الدولة في التنسيق بين الجهات المختلفة تعزيزا للوجستسات النقل،أما الجلسة الخامسة فتناقش التنافسية العادلة في ظل تنامي الممارسات الضارة بالاقتصاد والتجارة السعودية والخليجية ويدير هذه الجلسة الدكتور فهد بن يوسف العيتاني . أما الجلسة السادسة والأخيرة في منتدى جدة التجاري فتفرد لمناقشة الجهود السعودية في متابعة وحل قضايا الإغراق والدعم في الصناعات البتروكيماويات والتي يحل ضيفها عليها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول ورئيس الفريق الفني المعني بمتابعة قضايا الإغراق والدعم ويدير الجلسة الدكتور عمرو بن إبراهيم رجب عضو مجلس الشورى.