حول تطورات الأزمة السورية عسكرياً وسياسياً، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك "سعود" "إبراهيم النحاس"، أن الموقف السعودي من الأزمة السورية ثابت ومحدد، مثله مثل الموقف من القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن المملكة لا تعبر عن موقفها فقط، ولكنها تعبر عن الموقف العربي والإسلامي. وشدد - خلال حواره مع برنامج العالم بعيون سعودية، المذاع على قناة الإخبارية - على ضرورة وجود دور أكثر إيجابية لمجلس الأمن، وأن يتحمل المجتمع الدولي أعباء حل الأزمة ومساعدة اللاجئين، موضحاً أن السيد "الأخضر الإبراهيمي" أصدر تقريره الأخير، وتم فيه تدعيم الثورة السورية بدرجة كبيرة، مشيراً إلى أنه بدأ تقاريره في صالح النظام السوري، ولكنه عند ما قاد أكثر من مبادرة للنظام ولم يجد استجابة، قام بتغيير موقفه وأصبح مؤيداً للشعب السوري. وأفاد أن سبل تسوية الأزمة الحالية في "سوريا" ليست متاحة على الساحة السياسية، وأن النموذج الأقرب للتطبيق هو أن يتم فرض حظر جوي على الدولة، ومنع دخول الأسلحة لقوات النظام، وأن يتم إمداد المعارضة بالأسلحة وإعطاؤها القدرات الدفاعية والهجومية. فيما أشار "جمال عبد الجواد" - أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية - إلى أن الأزمة السورية ما زال أمامها أشواط كثيرة، وأن الصراع بدأ في التطرق إلى الشكل العسكري في المرحلة المستقبلية، وأن الأزمة تحولت من أزمة إقليمية إلى أزمة مسلحة، مبيناً أن الدول المحيطة لا يعنيها فقط أن تحافظ على الدولة، ولكنها تهتم بتأمين حدودها مع "سوريا"، وأفاد أن التحركات في مجلس الأمن أوشكت على حسم بعض التطورات الأخيرة فيما يتعلق ب"جبهة النصرة"، وإعلان تبعيتها لتنظيم القاعدة. ورأى أن مكونات الحل السياسي لم تعد موجودة على أرض الواقع؛ لأن النظام السوري فقد شرعيته بشكل نهائي، كما أن المعارضة لم تعد موحدة في الوقت الحالي، وأصبح التدخل الأجنبي متاحاً بشكل كبير على الساحة، مما يثير العديد من التخوفات. وفي سياق متصل، أكد "محي الدين اللاذقاني" - الكاتب والمفكر وعضو المجلس الوطني السوري - أن الحل الدبلوماسي فات أوانه، وأن الأزمة الحالية دخلت في نفق الحسم العسكري، في ظل توجه "الأردن" إلى مجلس الأمن، وتوجه "لبنان" إلى الجامعة العربية. وأوضح أن بيان "جنيف" لم يحدث أي جديد على صعيد الأزمة، في ظل إصرار "روسيا" على وصف القرارات التي اتخذها بأنها لا تحمل معنى رحيل "الأسد" وتنحيه عن الحكم، منوهاً بأن ما يغير كثيراً في الأزمة السورية هو فرض حظر جوي، ودعم المعارضة، وتحييد السلاح الجوي الذي يمثل الملجأ الأخير للنظام السوري.