جدة: سلطان السلمي ، تصوير: ابراهيم بركات : افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الوزارية الفرعية لمشروع مياه الأمطار وتصريف السيول في جدة أمس بحضور أعضاء اللجنة مشروع الحلول الدائمة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول في سد وادي غيا.وقبل الانطلاق إلى موقع الحفل عقد الأمير خالد الفيصل الاجتماع الرابع للجنة الوزارية الفرعية بحضور صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية ووزير المالية الدكتور إبراهيم العساف ووزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين ووزير النقل الدكتور جبارة الصريصري ومدير عام مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول في جدة المهندس أحمد السليم ، حيث أكد الأمير خالد الفيصل على ضرورة العمل على تطوير شرق الخط السريع وأن تبدأ الوزارات المعنية في صيانة المشاريع بعد إنجازها ، إضافة إلى تسريع وتيرة العمل في المشاريع المتبقية. ثم انتقل سموه والوزراء في جولة تفقدية على المشاريع المنجزة ، وكان الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة في استقبال الأمير خالد الفيصل حيث بدأ الحفل الخطابي. وفي بداية الحفل أجزل الأمير خالد الفيصل الشكر والثناء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على دعمه السخي للمنطقة وجدة على وجه الخصوص.وقال الأمير خالد الفيصل " باسمي واسم أهالي المنطقة وجدة أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الذي عودنا دائما أن تكون مبادراته تسابق تطلعات المواطن ".وأضاف " أن الملك لم يقدم له مشروع فيه خير للناس إلا وأمر بالتسريع في تنفيذه كيف لا وهو الملك الذي يسهر على راحه المواطن ولا تغمض عينه إلا بعد سماع جميع أخبار المحافظات والمناطق". وزاد الأمير خالد الفيصل " لن أنسى ما حييت اللقاء الأول الذي جمعني بالأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله إبان ترؤسه أعمال اللجنة الوزارية ووضع برنامجا زمنيا لإنجاز المشروع وأصدر توجيهاته بإعطاء اللجنة الوزارية صلاحيات واستثناءات غير مسبوقة وكان مصرا على أن يتم ذلك بأسرع وقت ". وتابع الأمير خالد الفيصل القول " هاتف الأمير نايف الملك إبان رحلته العلاجية وابلغه بما وصلت إلى اللجنة من توصيات وفي اليوم التالي صدر قرار القائد العظيم بالموافقة على ماورد في المحضر وكذلك الحال بالنسبة لملف تقصي الحقائق ". وثمن أمير منطقة مكةالمكرمة الدعم الذي لقيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد خلال فترة إمارة الرياض والتي قدم فيها النصح والمشورة ، مضيفا " كل التقدير والحب والاحترام للأمير سلمان والذي لن أنسى مواقفه عندما كان أميرا للرياض وحين كنت أميرا لعسير ثم مكة فقد كان يتصل بي ويسأل عن أحول المجتمع". وفي نهاية حديثه ثمن الأمير خالد الفيصل للجميع الجهات العاملة في المشروع الجهد الذي قدمته والذي أسهم في إنجاز المشروع في وقت قياسي وبجهد متكامل وقياسي ". وتحدث الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة قائلا نحتفل بتدشين مشاريع الحلول الدائمة لمعالجة أضرار السيول في جدة والاحتفال يأتي في ظل الرعاية الكريمة لمنظومة التحول الحضاري في جدة والتي تحظى بالاهتمام الكبير والدعم الكريم من قائد مسيرتنا المباركة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.وأضاف وجه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل باعتماد الأسلوب العلمي وتبنى الحلول الجذرية الحاسمة في تنفيذ المشاريع وعدم القبول بأنصاف الحلول، كان الدافع المباشر والقوي لتحقيق معدل متميز من الإنجاز في هذا المجال، والذي يتمثل في استكمال 13 سدا في وقت قياسي بهدف حماية المحافظة من أخطار السيول في المستقبل لا قدر الله وذلك بتعاون مثالي بين إدارة مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول بمحافظة جدة وأمانة جدة وكافة الجهات المعنية في اطار فريق واحد بعمل رؤية واضحة ينطلق نحو هدف مشترك وغاية واحدة. وأكد الأمير الدكتور منصور بن متعب أن ما تم إنجازه على أرض الواقع جاء نتيجة متابعة القيادة والمتابعة المباشرة من لدن الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز وما يقوم به تجاه متابعة سموه للمشروعات التي يتم تنفيذها في المنطقة والمشروعات الخاصة بتصريف السيول ولأمطار ، مضيفا أن العمل في المشروع جاء بقرارات واعتمادات غير مسبوقة وبجهد كبير لفريق العمل الذي أنجز المهمة في وقت قياسي.وقال وكيل امارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري بأن هناك 25 موقعاً تتم دراسة لتطويره ومعالجة المشاكل الحاصله.وذكر امين محافظة جدة المهندس هاني ابو راس بأنه ولله الحمد مايقارب السنة ونصف لم يتعثر أي مشروع بمدينة جدة.وصرح المدير العام لشركة نسما صالح التركي "للبلاد" بأن شركتنا ومهندسينا تحت رهن اشارة في جميع مناطق المملكة تبوك او غيرها وقال ولله الحمد النجاح يمثل ويشرف الجميع وذكر بأن التعاون الكبير من جميع الجهات هو احد اسباب نجاح المشاريع. من جهته هنأ المهندس أحمد السليم الأمير خالد الفيصل وأعضاء اللجنة الفرعية الوزارية على ما تم تحقيقه على صعيد الأرض ، مبينا أن العمل في المشروع استغرق قرابة مليوني ساعة عمل وعمل فيه 13.300 عامل.وأضاف أن العمل في مشروع سد وادي غيا عمل فيه 805 عامل و 162 معدة فيما استغرق العمل فيه 4.420.586 ساعة ، أما مشروع سد وادي أم الحبلين فقد عمل فيه 234 و 62 معدة وبلغ عدد الساعات 1.711.527 ساعة، مضيفا أنه عمل في مشروع سد وادي دغبج 187و 18 معدة ، وقاربت ساعات العمل فيه 1.844.812 ساعة ، أما مشروع سد وادي بريمان فقد بلغت الأيدي العاملة فيه 229 عامل و42 معدة 1.445.936 ساعة عمل.وأشار إلى أن المشاريع شملت خمسة سدود وملحقاتها وتوسعة مجاري تصريف مياه الأمطار الحالية، إضافة لإنشاء قناة جديدة لتصريف مياه الأمطار بمحاذاة مطار الملك عبدالعزيز الدولي. وذكر المهندس السليم ان نطاق عمل المشاريع كان عملاقاً بكل المقاييس ، لحماية مدينة جدة بمساحة تبلغ 850 كيلومتر مربع تقريباً، وأوجد حلولاً لمُستجمعات مياه تبلغ مساحتها 2500 كيلو متر مربع ، وشملت المشاريع إنشاء 5 سدود رئيسة و 7 سدود رادفة ، ذات طاقة إستيعابية تبلغ 24 مليون متر مكعب. كما شملت إعادة تأهيل مجاري السيول الرئيسة الثلاث بطول 38 كيلو متر ، بالإضافة إلى إنشاء قنوات جديدة بمحاذاة مطار الملك عبدالعزيز الدولي بطول 34 كيلو متر لتصريف مياه الأمطار. تَطلّب إنجاز هذه المشاريع أن يكون العمل على مدار الساعة ، وبالتزامن في أكثر من 205 موقع ، لكي يتم إكتمالها قبل حلول موسم الأمطار الحالي. وتابع القول وعلى الرغم من ضخامة المشروع وتعقيد مكوناته الإنشائية ، إلا أن تخطِيطهُ وتنفيذهُ تم على أعلى معاييرالجودة. إذ أَنجز العاملون عليه أكثر من 24 مليون ساعة عمل ، تم خلالها إجراء ومتابعة 237 ألف إختبار للجودة ، ووصل عدد العمالة في وقت الذروة 13,300 عامل و 2800 معدة وآلية. وزاد إنّ من أهم المجالات التي تميز فيها المشروع هو تأهيل الموارد البشرية ، حيث أثبت أن الخيار الإستراتيجي الذي تبناه سموكم بالإستثمار في الكفاءات البشرية الوطنية ، بإستقطابها وتطويرها وإتاحة فرص الإبداع والنجاح لها ، كان هو الخيار الصحيح. إذ بلغ عدد السعوديين في إدارة المشروع أكثر من 180 سعودي. ويفخر المشروع بتعيين كفاءات سعودية من الشباب حديثي التخرج، والذين تولى المشروع تدريبهم وإعدادهم.وأضاف أما في مجال التعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية والخدمية ، فقد سطّر المشروع نجاحاً ساهم في رفع الإنتاجية وزيادة كفاءة الأداء وتبادل الخبرات. فبالرغم من كل الصعوبات ، إلاّ أنه بالتعاون والتنسيق مع تلك الجهات ، من خلال 8 ورش عمل بالإضافة إلى إجتماعات نصف شهرية ، تم تخطي جميع التحديات والتعارضات ، مما ساهم في ضمان إستمرارية توفير الخدمات للمواطنين والمقيمين وكذلك تقدم سير العمل في تنفيذ المشاريع. وخلص إلى القول إن التنسيق بين الجهات المعنية كان بروح الفريق الواحد ، لإيجاد الحلول وتبادل المعلومات بحضور مندوبين من 21 جهة حكومية وخدمية. وإننا حين نفتتح اليوم مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول لمدينة جدة ، فإننا نسطّر اليوم زمن تعاون فريد من نوعه بين كل الجهات العاملة في محافظة جدة والمواطن والمقيم وفريق المشروع.وفي نهاية الحفل كرم الأمير خالد الفيصل الجهات المشاركة في المشاريع.