الخصوصية كلمة كبيرة، ولها معنى واسع، تختلف أشكالها وألوانها، لكن بلا شك أن طعمها واحد. وعلى الرغم من اختلاف مفهومها من شخص إلى آخر، لكن يمكن التعبير عنها بكلمات قليلة.. ألا وهي حقوق خاصة شخصية. وتعرف الخصوصية بأنها عبارة عن قواعد وحقوق، تخوّل الأشخاص وتعطيهم الحق لعيش وضع شخصي خاص يمتاز بنوع من الذاتية والفردية، ومزاولة النشاطات الخاصة، بعيدا عن المشاركة الاجتماعية. وأنواعها كثيرة، منها العامة، بحيث تكون خصوصية معترفا بها اجتماعيا، وهي جزء من الآداب العامة، مثل عدم إزعاج الآخرين بالأصوات العالية، واحترام الناس والذوق العام في الأماكن العامة، أما الخاصة فيضعها الشخص حسب ميوله ورغباته.. وفي هذا النوع من الخصوصية يجب على المقربين من الشخص احترامها، وله الحق في فرضها عليهم والمطالبة بها، إن لم يؤدِ إلى مَضرّة. وبيَّن الإسلام أهمية الخصوصية بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيم). وقال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام (من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه). ورغم كل ما سبق ذكره من بيان أهمية الخصوصية والتأكيد على أنها حق الفرد المعنوي في تجنب انتهاك معلوماته الشخصية من قبل فريق ثالث. إلا أن بعض الشركات تنتهك خصوصية بيانات الزبون، كهويته الشخصية، وميوله ورغباته هي أكثر الأمور أهمية. ويستند هؤلاء على رأي كثير من الخبراء في مجال تقنية المعلومات، بعدم وجود خصوصية مطلقة لدى المواقع الإلكترونية والشركات العاملة في مجال الإنترنت، ومن ذلك الرسائل التجارية التي ترد إلى أجهزة الجوال دون استئذان، وهي من دون شك تسبب الإزعاج وتنتهك الخصوصية الشخصية، وتسعى إلى الربح المادي. لذلك يجب وضع هيكلة لمكافحة الرسائل الاقتحامية المزعجة وتوعية المواطنين والمقيمين عن فوائدها ومضارها، وكيفية التبليغ عنها، عبر حملة إعلامية تتبناها جميع أجهزة الإعلام المقروءة والمرئية، مثل التحقيق المميز الذي اطلعت عليه بجريدة “شمس” الغراء في العدد 1231، الصادر الجمعة 8 / 5 / 2009 بعنوان (من يرد عدوان الرسائل).