سنوات طويلة مرت بلا شك على آخر نهائي جمع فريقي الهلال والنصر , حيث كان آخر تاريخ جمعهما في نهائي البطولة العربية قبل سنوات والتي أسفر عنها فوز الهلال في ذلك الوقت , ومن جديد ها هو النصر يلتقي مع الهلال , ولكن هذه المرة وسط ظروف مختلفة تماما , فالنصر الذي تعرض لهزة كبيرة بعد رحيل رمزه عبدالرحمن بن سعود رحمه الله , حيث أدى ذلك إلى خلق معاناة وضغوط على جميع الأصعدة , هاهو يعود بقوة كما عهدناه ويستعيد بريقه كما عرفناه ,ومما يجدر الإشارة إليه هنا أن الإدارة النصراوية بعد أن أخطأت المسار في بداية رئاستها نجدها تستعيد قوتها لتمسك بزمام الأمور مرة أخرى وتسلك المسار الصحيح في صنع فريق ينافس ولا يخسر بسهولة كما توقع له الكثيرون , وهذا ما حدث فعلا للفريق فالإدارة أبرزت واختارت اللاعبين المناسبين للفريق كما أنها أحضرت اللاعبين الأجانب بعد أن قامت بانتقائهم بعناية شديدة مما جعل الفريق في حالة تنافسية شديدة بعد أن قامت بتعزيز خططها باختيار المدرب كارينيو الذي أبهر الجميع بمهاراته التدريبية وتجربته منذُ حضوره للفريق . وعلى النقيض من ذلك نجد أن الفريق الهلالي وبعد سنوات قضاها في الفوز والنجاح على ملاعب الكرة السعودية , يعيش حاليا أسوأ المواسم الكروية بالنسبة له , ولعل مرد ذلك في المقام الأول يعود إلى ما قام به كموباريه من تخبطات منذُ توليه قيادة الفريق وحلول زلاتكو مكانه حيث لم يقدم الأخير للهلال شيئاً ملحوظا حتى الآن , وجعل الفريق يعيش لحظات تخبط خلقت الكثير من الفراغات وربما التوقعات السيئة على مدار الشهور القادمة. ووسط كل ذلك نجد أن الهلال لا زال ينافس بقوة في بطولة الدوري , ولا يعني أنه يعاني من أمور فنيه أنه سيكون سهلاً في النهائي , وكمراقبين على الساحة الرياضية نجد أن مباريات الهلال والنصر لا تعرف تدنياً أو ارتفاع مستوى في كلا الفريقين ولن ننسى أيضاً أن مباريات النهائي يختلف فيها كل شيء , فبكل تأكيد سيحاول الهلال أن تكون هذه البطولة بداية التصحيح , وسيحاول النصر أن يعود أيضا للبطولات من خلال كأس ولي العهد وأمام المنافس التقليدي نادي الهلال لتكون العودة مميزة ومختلفة ومفرحة لجماهيره . وقفات ما قبل النهائي خسر الهلال بمشاركة جميع نجومه في الدوري أمام الشباب , وفاز النصر على الاتفاق بالرغم من عدم تواجد أغلب لاعبيه الأساسيين في المباريات الماضية , وهنا يدخل النصر وسط أجواء نفسية جيدة عكس الجانب الهلالي الذي خسر النقاط التي كانت ستقربه من الصدارة . في قضيه اللاعب اليوناني انجيلوس كاريستياس الذي حضر بديلاً للمهاجم أيوفي , شاهدنا تراشقات إعلامية لا داعي لها , مشكلتنا وسطنا الرياضي أنه لا يوجد رادع وعقاب لأي شيء سلبي يحدث ويقوم به بعض الإعلاميين الذين يكتبون إرضاءً لميولهم . هناك جندي مجهول في الفريق النصراوي ربما لا ينال المدح والثناء الذي يستحقه إلا وهو الإداري المميز سالم العثمان الذي يعمل بصمت وله بصمات مميزة في الفريق النصراوي . بعد رحيل ماتورانا كان من حسن حظ النصر أنه تعاقد مع كارينيو ومن حسن حظ كارينيو أنه حضر بفترة توقفات الدوري التي جعلت مدرب ذكي ككارينيو في أن يستطيع أن يفرض أسلوبه ونهجه في الفريق النصراوي , مما ساهم في أن يكون فريق النصر فريقا قويا لا يخسر بسهولة وحتى أن خسر فهو يخسر وهو بالوقت نفسه يستحق الفوز . ما ينقص الهلال الآن وهو بحاجة ماسه له : استعادة الثقة التي كان عليها , وهنا تكمن مسئولية الجانب الإداري والفني بالفريق مع تواجد الإدارة أيضاً في دعم فريقها معنوياً في هذا الوقت بالتحديد . نهائي به سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله , وبه الهلال والنصر , سيكون نهائيا رائعا ومميزا , فمن يكون بطل كأس ولي العهد؟ , بالتوفيق للفريقين.