أصبحتُ كالأغصانِ التي اجتثتها الريحُ ، فتكسرتْ و تبعثرتْ ، ثلاثينيةٍ بوجهٍ شاحبْ وبظهرٍ محني كعجوزٍ لوت قامتها الأيامُ ؛ وأنخىّ هَيكَلها الوجع. منهكةٌ يا أمي ، جائعةٌ إليكِ عرض السماءِ ، و بقلبٍ يخفقُ مُعتلاً يبكي بصمت. أندبُ وأنوحُ ثُكلى ،أتنقل بين أشجار القداحِ التي تحبين ؛ والتي كنتِ في كل موسم تصنعين منها قلائد جميلة وتضعينها حول عنقكِ العاجي، وتجملين باقي المنزل بعطرها. لازالت ضحكاتُ الطيورِ تدغدغ مسامعي، الذي يشبهُ صوتكِ عندما تناديني ، وأشعه الشمس البنفسجية المارةِ بين إضلاع الشجر والتي تلامس خدي ،بشفافية، كأنها أصابعك السابحة بأعماقِ روحي ، تذكرني عندما أكون إمامك و تغسلينني من همي . آهٌ يا أماه كل ما في وجودي يناديكِ وكلُ شيءِ من دونكِ صار قبيحاً؛ وأنا يا أماه كالعمياء أسير وحيدةً في نور النهار أحمل طيبك اللامحدود والذي أثقل كاهلي وجعلني بتلك الوحدة ، والبعيدة عن كل شيء حتى نفسي. حفظها الله لي وحفظ الله أمهاتكم رحاب الجبوري العراق