انتقد عباس خلف، عضو الأكاديمية الروسية للدراسات، صمت الخارجية الروسية على تصريحات رئيس الوزراء الروسي ميديديف تجاه الأزمة السورية، مشيراً إلى أن العلاقات الأمريكية الروسية الآن في أسوأ حالاتها حيث يقوم كل من الولاياتالمتحدة و روسيا بإصدار مجموعة من القوانين المعارضة لمصالح كل من الآخر، مفيداً أن موسكو سبق وأن قامت بإرسال مجموعة من الرسائل حول الحوار من خلال لافرووف . وأفاد خلال حواره مع برنامج حوار الليلة المذاع على قناة سكاي نيوز أن موسكو قد تقوم بتقديم المزيد من الدعم إلى النظام السورى فى ظل تراجع دعم الولاياتالمتحدة للمعارضة السورية بمختلف أنواعها سواء كانت سلمية أو مسلحة، لافتاً إلى وجود الكثير من الملفات القائمة بين روسيا و الولاياتالمتحدةالأمريكية على رأسها ملف الدرع الصاروخى و عدد من القضايا و الملفات الهامة مثل ليبيا وأفغانستان، لافتاً إلى أن تأخر الغرب فى اتخاذ مجموعة من الاجراءات مثل تليح المعارضة والإسقاط السريع للنظام السورى يعكس وجود نوع من التناغم بين الموقف الروسى و الأمريكى فيما يتعلق بالأزمة السورية . وفي سياق متصل أكد مغازي بدراوي، الباحث في شئون روسيا وأسيا الوسطى أن السياسة الخارجية الروسية بها تركيبة معقدة، حيث تسعى روسيا إلى مخاطبة العالم كله ومن ثم تم الاعتماد على ميديديف فى اطلاق التصريحات المعارضة للنظام السورى و لم يتم السماح للفرووف بإطلاق التصريحات خاصة و انه حازم فى تصريحاته . واشار إلى أن حديث ميديديف الأخير موجه إلى المعارضة السورية لإخبارها بأن باب الحوار مفتوح فى ظل وجود مجموعة من الأطراف فى المعارضة راغبة فى الدخول فى حوار مع نظام الأسد وروسيا من أجل إنهاء الأزمة السورية، وأفاد أن روسيا اصبحت متشبسة فى دعمها للنظام السورى أكثر من ذى قبل، حيث أن الواضح من الموقف الدولى هو ضعف المعارضة فى مواجهة النظام، مشيراً إلى عدم وجود عداء بين الولاياتالمتحدة و روسيا ولكن يوجد اختلاف فى التوجهات الخاصة بالسياسة الخارجية . وأضاف أن مبدأ الصفقات فى السياسة الخارجية الروسية غير متواجد في الموقف الراهن، حيث إن روسيا الآن أصبحت قوية في الأوضاع الاقتصادية والسياسية ومن ثم فهي ليست بحاجة إلى عقد صفقات سواء مع روسيا أو الأوربيين، موضحاً أن روسيا لا تخشى الدرع الصاروخي الأمريكي بقدر ما تخشى نمو العداء الأمريكي للسياسة الروسية في الداخل الأمريكي، لافتاً إلى أن روسيا ترغب في العودة إلى العالم الثالث من خلال دعم مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وأكد أن الغرب حريص على ألا تظل سوريا دولة كبيرة بعد سقوط النظام السوري حيث إنها حريصة على أمن إسرائيل في حالة صعود الجماعات الإسلامية إلى الحكم في سوريا في ظل وجود حكم إسلامي في مصر، واصفاً المشهد بأنه صمود على الموقف من روسيا وسعى إلى هدف التفتيت من قبل الغرب والولاياتالمتحدة.