استمراراً لتداعيات التدخل العسكري الفرنسي في مالي، أكد لويس كابريولي، خبير المخاطر الدولية لدى مجموعة جيوس، أن دور فرنسا في مالي لم ينتهِ بعد لأن رئيسها أكد على استمرار القوات الفرنسية في مساندة القوات الإفريقية، كما أن الحركات المسلحة لم تصب بعد بضربة قاصمة وهو ما يجعل من الوجود الفرنسي أمراً مهماً في المنطقة وخاصة في إعادة بناء الجيش المالي. وأشار خلال حواره مع برنامج "ما وراء الخبر" المذاع على قناة الجزيرة إلى أن تنظيم جماعة أنصار الدين يتمتع بشرعية في هذا القتال حسب وجهة نظرهم لأنهم يدافعون عن الطوارق، وهم جزء من سكان المنطقة، ولكن تنظيم القاعدة وحركة التوحيد والجهاد القادمتين من الجزائر هما المشكلة الحقيقية في مالي وهم يقاتلون فقط من أجل عقيدة تنظيم القاعدة، مضيفاً أن فارقاً كبيراً بين أفغانستان ومالي في الطبيعة الجغرافية تحديداً وهو ما يسهل من المهمة العسكرية ويجعل من الصعب المقارنة بين التورط الأمريكي في أفغانستان وتشبيهه بالتدخل الفرنسي في مالي. وشدّد على ضرورة المساعدة الغربية للتدخل الفرنسي في مالي لأن هذا التدخل يصب في مصلحة الجميع وليس فرنسا فقط، مؤكداً أن فرنسا لديها قوات خاصة مدربة على مثل هذا النوع من العمليات بالاشتراك مع القوات التشادية التي لها خبرة واسعة في مثل هذا النوع من المعارك. وفي سياق متصل، أوضح محمد محمود ولد أبو المعالي، خبير في شئون الجماعات الإسلامية المسلحة، أن المرحلة القادمة هي المرحلة الأصعب والتي تتمثل في عودة المدن إلى القبضة المالية الفرنسية المالية الهشة ولكن المعارك القادمة ستكون معارك الكر والفر بين الطرفين، مؤكداً أن أكبر مشكلة تواجه مالي هي التصفيات العرقية في المدن التي دخلتها القوات المالية ضد السكان العرب والطوارق في المنطقة، مضيفاً أن حركة تحرير أزاواد حاربت من أجل حقوق المناطق الشمالية ومن أجل الاستقلال ومنع الانتهاكات ضد الطوارق والعرب، مشيراً إلى أن القوات الأفريقية ستواجه مقاومة شرسة من الحركة الوطنية ومن جبهة تحرير أزواد إذا ما تقدمت أكثر من ذلك نحو المدن الشمالية.