ربطتني بالراحل العزيز محمد صالح باربيق علاقة صداقة واخوة على مدى اكثر من عشرين عاماً، منها مرحلة الزمالة في جريدة الندوة حيث كان - يرحمه الله - رئيساً للقسم الرياضي، وكان رجلاً في قمة التواضع وطيبة القلب وسعة الصدر، ناهيك عن خفة الظل وميله الدائم للمرح والتفاؤل، ولم يحدث ان رأيته عابس الوجه طوال فترة معرفتي به حتى في أحلك الظروف والمواقف، بل وكان متسامحاً الى أبعد الحدود في مواجهة اية اساءة تلحق به من الآخرين. وطوال الفترة التي قضاها خارج الوطن لتلقي العلاج كانت قلوب الزملاء جميعاً وبلا استثناء تخفق وهم يتضرعون الى الخالق عز وجل أن يكتب له الشفاء وان يعود لأرض الوطن سالماً معافى لكي يواصل رسالته في خدمة الرياضة والرياضيين. واستجاب المولى عز وجل لدعوات المحبين وعاد باربيق الى أرض الوطن بعد غياب دام شهوراً ليحتفي به الزملاء والاصدقاء سواء في مسقط راسه بمكة المكرمة أو في جدة، وكان الرمز الاهلاوي صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة أعضاء الشرف بالنادي الاهلي قد شرف احد تلك اللقاءات الاحتفائية التي أقامها أصدقاء الفقيد بجدة وفي مقدمتهم الاستاذ فوزي خياط رئيس تحرير جريدة الندوة (سابقاً) والاستاذ علي داود رئيس مجلس ادارة نادي الوحدة وحفل اللقاء بحضور العديد من المحبين من ذوي مختلف الميول، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على المساحة العريضة التي كان الفقيد يحتلها في قلوب الجميع. وبعيداً عن الوسط الرياضي.. ربطتني بباربيق علاقة زمالة العمل بالخطوط الجوية العربية السعودية حيث كان موقع عمله في العاصمة المقدسة ولم تنقطع جسور التواصل بيننا حتى اخر ايامه في الحياة..كان باربيق رقيقاً ومجاملاً، وفي نفس الوقت جريئاً في آرائه وأفكاره دون المساس بحقوق الآخرين، ولم أعهده مشاكساً ولم يكن في كل ما يكتب يبحث عن مكاسب شخصية أو جذب الاضواء اليه، ولم تكن المادة تمثل مطلباً بالنسبة له، وكان لا يتوانى عن تقديم الخدمة لمن يطلبها في غير مخالفة للانظمة، وكان حريصاً على مشاركة الزملاء والاصدقاء افراحهم واتراحهم في مختلف المناسبات.ذلك غيض من فيض خصال وسمات الفقيد، نسأل الله عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وان يسكنه فسيح جناته وان يلهم اهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان. (إنا لله وانا اليه راجعون)