يشهد المجتمع حالات متزايدة بزواج المرأة بمن يصغرها سناً لدرجة تكاد تصبح فيها هذه الحالة ظاهرة، وسط استهجان المجتمع الذي اعتاد زواج الرجل بمن تصغره سناً، فمن المتعارف عليه في جميع انحاء العالم أن تقبل الفتاة على الزواج بشخص يكبرها ذو شخصية عاقلة وناضجة و لكن اختلفت المعايير الى حد ما هذه الأيام. فقد قامت "البلاد" باستطلاع رأي تستفسر به ما إذا كانت البنات توافق على زواج من يصغرها سناً من الشباب أم لا، في هذا الإطار، قالت أميرة خميس – موظفة – أنا لا اشعر بأي عائق في ذلك خاصةً إذا ربط بينى وبينه علاقة حب جادة، حيث أنه لم يشعرني وقتها بهذا الفرق في العمر، كما أنني عادة لا أفكر في نظرة الناس تجاهي، لأنني عندما اخسر إنسان مناسب كزوج وشريك حياة يصغرني في السن بسبب كلام الناس سأندم طول عمرى. وتوافقها في الرأي ر .ع – باحثة – وتقول بالفعل تقدم لى شخصين أولهما يصغرنى بعام واحد والآخر يصغرني بعدة أشهر وكنت على درجة كبيرة من الاقتناع خاصةً وأن فرق السن ليس كبيراً، والأهم من ذلك أن تكون شخصيته قوية، وشكله لا يدل على أنه اصغر سناً فضلاً عن أنه من المهم جداً أن يتقبل هو وعائلته ذلك أكثر مني. بينما تختلف مها عمر – 28 عاماً - معهم في الرأي وتقول الأصل في الزواج التوافق والتناسب في كل شيء وأهمهم بالنسبة لي السن لأن المرأة عادةً ما تتغير طبيعتها بصورة سريعة مقارنةً بالرجل، ولذلك من وجهة نظري أن السن المناسب للزواج أن يكبر الرجل المرأة من خمس إلى عشر سنوات حتى يحتويها، أما في حالة زواج المرأة من رجل أصغر منها فقد يشعر معه أحياناً أنها تستهين بعقله ولا تحترم مشاعره باعتبارها الأكبر سنا إعمالاً بمقولة الكبير عنك بيوم يفهم عنك بسنة، وعلى كل حال هذا الأمر يختلف من شخص لآخر وفقاً لميوله ورغباته وعقلية الرجل المتقدم للزواج ونظرة الآخرين له. وتقول آلاء وجدي – 23 عاماً – أنا لا أوافق تماماً على الزواج بمن هو اصغر مني إلا في حالة نادرة وهي إذا كنت أحبه واشعر بأن سنه لا يزعجني ولايسبب لي مشكلة مع عائلتي إطلاقاً. وتقول لمار ابراهيم – طالبة – انه على الرغم من ان البعض يرى ضرورة ان يكون هناك فارق سن بين الزوج والزوجة وان يكون الاكبر هو الزوج , ولكن ذلك لا يمنع حدوث الزواج اذا لم يتوافر هذا الشرط بمعنى ان تكون الزوجة هى الاكبر شريطة التوافق فيما بينهما والقدرة على التواصل الفكرى بينهما. بينما أوضحت إيمان عبد المحسن – 24 عاماً – قائلةً: أوافق على الزواج من شخص يصغرني ولكن بشرط ألا يزيد هذا الفارق عن عام واحد، بالإضافة إلى ضرورة أن تكون شخصيته قوية وذو مستوى فكري عالي الى حد ما. اما عن رأى المختصين وعلماء النفس فيؤكدون أن ما يدفع الفتاة للزواج من رجل يصغرها سناً، قد تكون أسباب عاطفية تترك تأثيراً في داخلها تدفعها لاتخاذ هذا القرار، أو اجتماعية من خلال ضغوط الأهل للاقتران بابن العم أو الأقارب للحفاظ على أموال العائلة ولكي لا تذهب للغريب، فيضطرون إلى تجاوز شرط العمر لتحقيق مصالح شخصية. كما أن السبب الآخر هو أن هناك جانباً نفسياً نتيجة حالة من اللاشعور تتعرض لها الفتاة، نتيجة حب سابق أو تشابه بين أحد زملائها أو أساتذتها من المحببين إلى قلبها. وعندما ترى هذا الشخص وتتأثر به تبرز هذه الخبرات من عقلها الباطن إلى نطاق الوعي والإدراك، فتسبب هذا الارتباط وإذا كان هناك تجاوب من ناحية الطرف الآخر فإنه سيرّحب بالفكرة ويقبل بالزواج منها وتتم الموافقة والإيجاب ويعقد القران.