أكد معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ أن مسيرة مجلس الشورى في المملكة تعد أنموذجاً متميزاً للشورى الإسلامية في التأسيس اختياراً والمنطلق عملاً، لتأتي في سياق المرتكزات والثوابت الشرعية التي قام عليها كيان الدولة.وقال معاليه في تصريح صحفي " إن المملكة وهي شديدة الحرص على هويتها وخصوصيتها التي ميزها الله بها في سلوك المنهج الشرعي الحنيف في جميع شؤونها ترى من سداد الخطى التمسك بهذه الصيغة الإسلامية في استطلاع الرأي الوطني مجموعاً على صعيد واحد في رؤية نخبته ذات التخصص والتميز في عدد من التخصصات العلمية والمجتمعية والمنهجية، فضلاً عن التجارب الطويلة التي يتمتع بها جملة من الأعضاء، علاوة على تعدد الاتجاهات والرؤى في التحليل العلمي والتصور الوطني".وبين أن الرؤية الرحبة في الاختيار والاستقطاب أعطت المجلس مساحة كبيرة في اتجاه التنوع الإيجابي والمثمر، فقرار المجلس فيما يتوخاه من تحقيق مصلحة الوطن والمواطن حسب وجهة نظره يمثل في توصيفه الدقيق رؤية النخبة الوطنية التي اختيرت بعناية، لذلك نجد الجميع على قناعة بأن المجلس منذ تأسيسه إلى اليوم يحفل بقامات وطنية على مستوى الكفاءة والمسؤولية في تقديم الرأي الوطني في العديد من الموضوعات. وأضاف الدكتور آل الشيخ " ولكون المرأة تتمتع في مجالها واهتمامها وتخصصها برؤية تستحق الدراسة وتداول الرأي حولها كما كان لأسلافها من عهد الرعيل الأول إلى اليوم فقد اتجهت همة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله إلى الإفادة مما لديها للمزيد من تفعيل إسهامها في القرار الوطني، وقد كانت تجربتنا في الشورى مع مرئياتها ودراساتها وإسهاماتها المتعددة كمستشارة كانت ناجحة واحتاج الأمر إلى أن تكتمل هذه المشاركة بإبداء الرأي كصوت ليضاف لصوت البقية ممثلاً في نهاية المطاف بالإجماع أو الأكثرية رؤية المجلس في نطاقه الشوري المعروض على ولي الأمر". وتابع قائلاً " وكما هو منهج هذه البلاد في احترام هويتها الشرعية، فقد تضمن الأمر الملكي الكريم بمشاركة المرأة كعضو في المجلس ضمانات شرعية قوية تكفل خصوصيتها واستقلالها التام عن الرجال وهذا مطلب شرعي لا بد منه فالمرأة في المجلس سيكون لها هذا الاستقلال التام عن الرجل بدءاً من دخولها وانتهاء بخروجها، وسيكون الطاقم النسائي العامل معها في مكاتبها يتمتع بذات الخصوصية والاستقلال، ولن يكون لها مع أي من الأعضاء الرجال ولا العاملين من الرجال في المجلس أي تواصل مباشر مطلقاً، وفي هذا تحقيق للمصلحة الشرعية بمشاركة المرأة في عضوية المجلس مع الأخذ بكافة الضمانات في ضوابط هذه المشاركة من الناحية الشرعية".وأشار رئيس مجلس الشورى إلى ما للمرأة في الإسلام من حضور فاعل في الرأي والاجتهاد، مبيناً أن المرأة في عصرنا اليوم قد منّ الله عليها بالحصيلة العلمية المتميزة والاهتمام الدقيق في العديد من الموضوعات والقضايا وخاصة ما يتعلق بشأن المرأة ولدى العديد من المتخصصات من النساء دراسات وآراء ذات بعدي تحليلي ومسحي في غاية الأهمية كما يتضح لنا مما قدمه العديد من المستشارات في المجلس في السابق وكان لتبادل الرأي حول ما قدمنه فوائد كبيرة فإن الأمر يترسخ تأكيداً على أهمية تطوير هذه المشاركة والعناية بها بضماناتها الشرعية القوية التي حفل بها الأمر الملكي الكريم وسنطبقها بعون الله بما يكفل الخصوصية التامة للمرأة. مشاركة كاملة وفق الضوابط من جانبه أكد معالي الأمين العام لمجلس الشورى الدكتور محمد بن عبد الله آل عمرو أن المجلس سيعمل على تنفيذ أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله الذي تضمن مشاركة المرأة عضوا في المجلس على هدي أحكام الشريعة الإسلامية.وقال معاليه في تصريح صحفي إن المجلس سيشرع في تطبيق ما تضمنه الأمر الكريم المنطلق من ضمان فاعل لمشاركة المرأة ضمن أعمال مجلس الشورى وفقاً لضوابط الشريعة الإسلامية، وبما يحقق حصولها على الحقوق الكاملة للعضوية والالتزام بالواجبات والمسؤوليات ومباشرة المهمات المناطة بها.ونوه الدكتور آل عمرو بحرص ولاة الأمر - حفظهم الله - على دعم المجلس بالكفاءات المتخصصة في مختلف المجالات، وتوسيع المشاركة بما يحقق للوطن الاستفادة من خبرات أبنائه ذكوراً وإناثاً.ولفت معاليه النظر إلى أن المجلس ومن منطلق حرصه على ضمان نجاح تجربة مشاركة المرأة سيخصص مكان لجلوس العضوات داخل قاعة المجلس وكذلك مكاتب مستقلة للعضوات وممرات تضمن خصوصيتها داخل المبنى واستقلالهن عن الأماكن المخصصة للرجال، مشيراً إلى أن المجلس وبتوجيهات من معالي رئيس المجلس شرع في إيجاد الكفاءات النسائية الإدارية المساندة لأعمال العضوات.وسأل المولى في ختام تصريحه أن يديم على خادم الحرمين الشريفين نعمة الصحة والعافية، وأن يحفظ بلادنا أمنها واستقرارها. كما رفع معالي مساعد رئيس مجلس الشورى الدكتور فهاد بن معتاد الحمد شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على الثقة الملكية الكريمة بتجديد عضويته في المجلس كمساعد لرئيس مجلس الشورى.ونوه الدكتور الحمد بصدور أمر خادم الحرمين الشريفين بتشكيل مجلس الشورى في دورته السادسة وبتعديل لبعض مواد نظام المجلس لتتماشى مع النقلة النوعية لمجلس الشورى بتعيين المرأة عضواً في المجلس لأول مرة في تاريخه.وأكد معاليه في تصريح بهذه المناسبة أن الأمرين الملكيين جاءا ليواكبا التطور الملحوظ في أداء المجلس، ويعززا من حضور المرأة في أعمال المجلس مما يعد نقلة نوعية مهمة في ممارسة مبدأ الشورى.وبين أن دخول المرأة عضواً في مجلس الشورى نقلة نوعية للمجلس، حيث أن رؤية خادم الحرمين الشريفين وثقته في المرأة السعودية بما وصلت إليه من مستوى تعليمي متقدم وباتت تتبوأ مناصب قيادية في الدولة كانت وراء قراره التاريخي بتوسيع المشاركة في صناعة القرار الوطني ليشمل المرأة بتعيينها عضواً في مجلس الشورى لتشارك الرجل في صناعة القرار الوطني.وأفاد الدكتور الحمد أن المجلس يحظى بدعم ورعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله -، مما مكّن المجلس في أداء دوره التشريعي والرقابي وفق اختصاصاته وصلاحياته، وبات شريكاً رئيساً في صناعة القرار الوطني.وسأل معاليه الله عز وجل أن يحفظ لهذه البلاد قائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يديم عليها الأمن والاستقرار.