ليس للعقل حدود في حرية الفكر والتفكير عندما يكون مكتمل ناضج على أُسس وقواعد سليمة ترتكز على قواعد شرعية مشرعة من القرآن والسنة حافظ لحقوق الوالي التي شرعها الله ويطبقها لا يتخطى الخطوط الحمراء لا يقبل دخلاء يحدون من تفكيره مهما كانت قوة المفكرين بالعالم لان الحرية نابعة من العقل ويتبعها القلب ، نعمة من نعم الله علينا ان نُميز المعقول والغير معقول .. نجد من استنارت عقولهم يستمعون ويسمعون ويتحاورون دون ان يفرضوا على المتلقي افكارهم او معتقداتهم يطرحون مواضيع للنقاش عميقة في معانيها وفيها بساطة الحرف يسهل على العقل ترجمته وتقبله بكل بساطة واقتناع يجعلون لهم ساحة للتفكير والتجربة تجدهم غير قنوعين بما يخالج افكارهم يُطالبون بالمزيد من الادب والثقافة تجدهم في حركة دائبة بأريحية الصدر جريئين في الحق يسمعون ويبدون أراءهم بكل ثقة لا يهمهم اقاويل تثنيهم عن معتقداتهم الفكرية الحقه حازمين صارمين يقاومون الباطل لا يهمهم زوبعة فكر ضال تثنيهم عن سرد الحق ووقوفهم امام تيارات الاقلام بهيمنة الواثقين المؤمنين بما يكتبون بحرية التعبير الفكري الصريح . .فإن المفكر العظيم فيه الشجاعة والجرأة .. وغرابة الاطوار في قول ما يؤمن به أو يراه وحي من الشرف بأنه مُجدِ ونافع للمجتمع حاضراً ومستقبلاً. قال الحسن البصري: "اعلم أن التفكير يدعو إلى الخير والعمل به فإن الإنسان المفكر ينتج ويكون له دور حيوي يومي في الحركة اليومية للأفكار والسياسة والدين والأدب والخلق يتميز فكره بالعمل يؤثر سريعاً في المجتمع والخوف من الفكر الغربي الضال كالسوس يدمر بدون ان تعلم مداخله أو أي فكر يجتاح عقول أناس يطالبون بحرية الفكر و التعبير. انهم ذو عقليات محدودة التفكير تجدهم يتخبطون بين ذاك وذاك يتبعون افكارا هدامة دون دراية ، المهم ان تلك الأفكار وافقت ميزان ثقافاتهم المتذبذبة فهم يتأرجحون على أرجوحةٍ معطوبة ينجرفون وراء افكار تتغير بتغيرات من يخالطون تجدهم غير مستمعين و لا متصفحين جيدين يكتفون بعناوين الغلاف دون التصفح مجوفين كالطبل البلدي لا يفقهون ما بها .. أقلامهم متصنعة وحبرها زائف رخيص ممول من فكر غربي يطالبون بحرية الفكر والتعبير . فإننا بذلك نطالبهم بأن يحسنُون اختياراتهم لتوجهاتهم الفكرية الحرة لا يتجاوزون الحرية الفكرية في العقلية الإسلامية المؤمنة بالقرآن والسنة . فإن كانت هنالك عقول لم تنضج بعد وتعيش تحت هيمنة العولمة الفكرية فلا شك أن هذه العقول الخضراء الخصبة ستغرس فيها شتلات من الفكر الضال تطالب بأفكار وحريات هدامة تخرج عن انظمة وحقوق امرنا الله باتباعها وعلى ضوء هذا الاساس في حرية الرأي والتفكير ولكي نكون مجتمعا حضاريا بكل معاني الحضارة الفكرية الانسانية البناءة علينا أن نتكاتف وتتضافر جهودنا لغرس حب الولاء للوطن وحكامه وولاة أمره ، ونتعظ بما جرى وما سيجري في بقية الشعوب الذي رأينا بأم أعيننا ما جرى فيها من مآسي يندى لها الجبين وتصرخ من هولها الضمائر وما ذاك إلا نتيجة الأفكار الضالة ، ولو أنها وظفت سلاح الكلمة لنالت أكثر مما أمَّلَت بالحكمة والسياسة وبالعقل وبالفكر وبالمنطق الحسن . بقلم : حصة بنت عبد العزيز