تصوير - عبدالمنعم عبدالله : أكد صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث، أن تقنية المواد والبناء في المملكة العربية السعودية تتمتع بميزة تنافسية عالميا وأن قطاع البناء يمثل ما نسبته 15% من الناتج المحلي من إجمالي القطاعات الأخرى التي تعتمد عليها المملكة. وبين سموه أن المدينة ووزارة الاقتصاد والتخطيط قامت باعتماد تطوير وتطبيق خطة استراتيجية لتقنية المواد المتقدمة والبناء ضمن الاستراتيجية الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار تعنى بأبحاث البناء والتشييد والأفكار الابتكارية في هذا القطاع لما له من أهمية وضرورة للمملكة، مفيداً أن الاستراتيجية تضمنت مجالات ذات أولوية تتطلب البحث والتطوير والابتكار التقني التي ينبغي أخذها بالاعتبار ومنها السلامة والصحة والطاقة والبيئة والتوجهات الحديثة. وأوضح سموه أن هناك مجالات تستطيع أن تكون المملكة منافسة فيها على مستوى العالم وأولتها أهمية في الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية والابتكار وهي مجالات الطاقة والمياه والمواد المتقدمة، وقال إن مجال الطاقة بكل أنواعها الشمسية والذرية والرياح وتقنية المياه وما يدخل فيها من تطوير وتصنيع للأغشية كلها تعتمد على التطور في مجال المواد المتقدمة ولذا فهي تكتسب أهمية كبيرة وحيوية بالمملكة . وأشار سمو نائب رئيس المدينة إلى أن تقنية المواد المتقدمة وتقنية النانو يحظيان ب 35 بالمائة من دعم الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار . وأفاد سمو الأمير الدكتور تركي بن سعود أن قطاع البناء والتشييد يوفر فرص العمل ويعزز عوائد التصدير لذلك تولي المدينة هذا القطاع اهتمامًا كبيرًا من خلال رسم اتجاهات رئيسة للبحث العلمي والتطوير التقني لتلبية متطلبات التنمية المستدامة ودعم وتشجيع نقل التقنيات المتقدمة الملائمة وتهيئة القطاعات التنموية بالإمكانات والوسائل اللازمة لتوطينها. من جانبه أوضح المهندس عبدالعزيز بن محمد التميمي في كلمة اللجنة العلمية أن المملكة أصبحت خلال السنوات الأخيرة موطنًا لعدد من المباني ذات التقنية العالية التي تم إنشاؤها باستخدام أحدث تقنيات البناء من حيث الاستدامة والمتانة وذلك بفضل التطور في تقنيات المواد ونظم البناء التي أوجدت خيارات جديدة للبناء والتشييد. وأشار التميمي إلى أن المؤتمر يهدف إلى إبراز أهم المستجدات والتطورات العلمية والتقنية في شتى المجالات بمشاركة الخبراء من مختلف دول العالم، حيث سيناقش على مدى يومين، المواد الناشئة والجديدة، والتقنيات والهياكل المستدامة، وتقنيات كفاءة وترشيد الطاقة بالإضافة إلى التصميم والبنية الداخلية والخارجية والأثر البيئي، والواجهات والعوازل والتشطيبات. اثر ذلك بدأت فعاليات المؤتمر بعقد الجلسة الاولى التي رأسها الدكتور صالح السيد من كلية الهندسة في جامعة الملك سعود وجاءت بعنوان تقنيات الاستدامة للمنشآت وتضمنت ثلاث اوراق علمية, قدم الاولى الدكتور وليام باوير الذي تحدث عن النمو الحضاري في المدن وتأثيره في تزايد استهلاك الطاقة, مشيرًا الى ضرورة تقديم الابتكارات والتقنيات وتوظيفها لمدن مستقبلية ذكية واستبدال بعض الطرق التقليدية في البناء التي تتسبب في زيادة نسبة التلوث. من جهته تطرق الدكتور كريستوفر كينيدي من خلال ورقته الى امكانية تحديد مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات والتطبيقات للقيام بتصميم مباني منخفضة الطاقة مستدلاً ببعض التطبيقات التي تقلل من الطاقة المستخدمة في المباني مثل العزل الحراري, والطاقة الشمسية . وقدم الورقة الثالثة الدكتور يوسف السلوم والتي تطرقت الى النمو الحضاري في المملكة والطفرة الاقتصادية الأولى في السبعينات وازديادها بشكل كبير حتى وقتنا الحالي ويشمل هذا النمو الحضاري قطاع البناء والتشييد كما تحدث عن مساهمة الدولة في هذا الدعم حيث أنشأت الدولة صندوق التنمية العقاري ودعمت القطاع الخاص. وفي الجلسة الثانية التي كانت بعنوان المواد الوظيفية ورأسها الدكتور خالد العقيل من المركز الوطني للتطوير التقني في مدينة الملك عبدالعزيز تحدث الدكتور عبدالله عسيري عن الطلب المتزايد للطاقة مؤكدًا ضرورة استخدام المواد الجديدة للحد من استهلاك الطاقة بالمنازل مثل تطبيق طلاء جديد لنوافذ المباني. وتحت عنوان الأغشية الرقيقة ودورها في بناء تطبيقات عديدة استعرض الدكتور ستيفان كاسكيل بعض التطبيقات مثل تطبيق الأغشية البصرية الرقيقة الشفافة على الزجاج من أجل السيطرة على نقل الحرارة والتظليل. بدوره تطرق الدكتور إيهاب الزيادي الى تأثير البيئة على صحتنا وراحتنا وأنها تستحق مزيد من الاهتمام والوعي لخلق نقلة نوعية في نهج التصميم والبناء مشيرا الى تجديد وتصميم نماذج ناشئة تتعلق بالتطور المشترك لنظام من صنع الإنسان والطبيعية.